السؤال
الزواج في عرفنا كثير المنكرات ـ اختلاط، غناء، تبرّج فاضح ورقص ـ وخشية الوقوع في أي من هذا أريد مخالفة العرف تماما وعدم إقامة أي حفل، بل أن يقتصر الزواج على شروطه الشرعية من عقد، وشهود وما يعلنه الزوجان من موافقة أمام الشهود، لكن والدي يريدان حفلا أو وليمة مثلا بلا غناء أو رقص بحضور الأهل ـ فيهم المتبرّجات وتعوّدوا على السلام غير الشرعي بالمصافحة والتقبيل ـ وأنا أرفض ذلك لأني لا أرى سلامة من المنكر بأي حال، أريد لزواجي أن يكون في ظروف طاهرة بقدر الإمكان، فهل يجوز لي أن أختار هذه الظروف كما أريد مراعية الشرع؟ وهل لوالديّ الحقّ في فرض أي شيء عليّ مثل الوليمة وما شابهها؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على أن يكون زواجك خاليا من المنكرات والمخالفات الشرعية من غناء فاحش ورقص ونحو ذلك، فهذا من أسباب البركة في الزواج ـ بإذن الله تعالى ـ فاحمدي الله تعالى على موافقة والديك على ألا يكون في الحفل غناء ماجن أو رقص ونحوهما، مما هو محرم، ولكن من الغناء ما هو مباح ومرخص فيه ولا سيما في العرس، وسبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 2521.
وأما اجتماع الأهل وحضورهم للعرس فهو أمر لا انفكاك لكم عنه، مع أنه مطلوب شرعا إذا لم يترتب عليه ارتكاب محرم، وما يمكن أن يحدث من تبرج بعض النساء فعليكم فيه بواجب النصح، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
وعليكم بالاجتهاد في منع الاختلاط والحرص على أن يكون هنالك تمايز كامل بين الرجال والنساء، وراجعي الفتوى رقم: 116673، وهي في ضابط الاختلاط المحرم.
ولا شك أن لك الحق في الاختيار في أن يكون زواجك على الحال الموافق للشرع ورفض ما يخالف ذلك، ولو قدر أن أصر والداك على وجود شيء من المخالفات الشرعية كالاختلاط مثلا فما عليك إلا القيام بواجب النصح واجتناب الاختلاط بالرجال الأجانب وغير ذلك مما يمكن أن يحدث من المنكرات، وانظري الفتوى رقم: 116673.
وأما الوليمة فمستحبة في حق الزوج، ولكن إن أراد أبوك إقامة مأدبة لأهله وأصدقائه فلا بأس بذلك، وراجعي الفتوى رقم: 161653.
وليس لك الحق في منعه منها، لأنه قد فعل ما هو مباح شرعا.
والله أعلم.