السؤال
في يوم من أيام رمضان بعد الفجر في الصباح الباكر أصابني إسهال شديد جداجدا، وكنت فى حاجة لأخذ دواء عن طريق الفم لتخفيف أو وقف الإسهال حيث لا يتوفر حقن لمثل هذه الحالة، فأفطرت على مضض لأخذ الدواء وأطعمت مسكينا يومها، وفي نيتي أن أعيد صيام اليوم بعد رمضان إن شاء الله، لكن ضميري يؤنبني، وهاجس في داخلي يأتيني أنني عملت حراما وأفطرت عمدا، مع العلم أنني طبيبة وأعرف أنني كنت في حاجة للدواء، وللعلم أيضا فأنا مريضة بالوسواس القهري في الطهارة والعبادات، وتحت العلاج بالعقاقير، وأجلس بالحمام فترة طويلة بالساعات للاستنجاء والطهارة في الحالة العادية فكانت ستكون مشقة ومعاناة شديدة لي لو استمر الإسهال وتكررت مرات دخول الحمام، يعني هل هذا الإفطار بصفتي مريضة كان حراما ولن يعوضه صيام الدهر أو أنا كنت صاحبة عذر وأعيده بعد رمضان. أرجو الإفادة من فضلك هذا الموضوع سيصيبني يالجنون ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أيتها الأخت أن تهوني على نفسك وتعرضي عن الوساوس التي تجدينها في الطهارة وغيرها، واعلمي أنه لا علاج لها مثل الإعراض عنها مع صدق الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به من شرها، وانظري الفتوى رقم :163823، والفتوى رقم :140291، لبيان كيفية علاج وسواس الطهارة.
أما فيما يتعلق بالفطر في اليوم الذي أصبت فيه بإسهال شديد واحتجت لأخذ الدواء، فإنه لا حرج عليك فيما فعلت إذا كان يلحقك بالصوم مشقة يشق احتمالها وليس عليك إلا قضاء ذلك اليوم، لأن هذا المرض مما يرجى شفاؤه والله سبحانه وتعالى أباح للمريض الفطر في نهار رمضان، وأجمع العلماء على جواز الفطر للمريض في الجملة، ودليلهم على ذلك قول الله تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ. [البقرة:184].
وقد حد أهل العلم المرض الذي يبيح الفطر بأنه الذي يزيد بالصوم، أو يخشى بسبب الصوم تباطؤ برئه، أو يلحقه به مشقة. كما سبق بيانه في الفتوى رقم :25543، ومن الواضح أن المرض المذكور من نوع المرض الذي بيبح الفطر، بل إن الفطر قد يتعين إذا كان عدمه يؤدي إلى التلف والهلاك.
والله أعلم