الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجب استحضار نية أو نيات معينة قبل كل عمل؟ أم يستطيع المرء أن ينوي للمستقبل أن نيته عامةً أن يكون كل شيء في حياته امتثالا لأوامر الله بحيث يقبل الله العمل إلا إذا حدث أن كانت نيته سيئة في عمل ما فلا يقبل هذا العمل؟ أرجو ذكر الدليل على ذلك وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النية لا بد من استحضارها عند كل عمل يقوم به العبد لتمييز العبادات عن العادات، وتمييز الفرائض من النوافل وأنواع كل منهما، للحديث المتفق عليه: إنما الأعمال بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى.

فلا تجزئ نية عامة لمجمل ما يقوم به من العبادات، وسبق أن بينا أنه لا بد من استحضار النية عند أداء كل عبادة بخصوصها، وانظري الفتويين رقم: 162235156353وما أحيل عليه فيهما.

ووقت النية عند أهل العلم هو أول العبادة، جاء في الموسوعة الفقهية: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ وَقْتَ النِّيَّةِ هُوَ أَوَّل الْعِبَادَاتِ، أَوْ أَنَّ الأْصْل أَنَّ أَوَّل وَقْتِهَا أَوَّل الْعِبَادَاتِ. اهـ

ولا يضر غياب النية والذهول عنها أثناء العمل بعد استحضارها في بدايته، وأما رفضها أثناء العمل فمبطل له. قال العلامة خليل المالكي مع شرحه: وَعُزُوبُهَا ـ أَيْ ذَهَابُهَا مِنْ الْقَلْبِ بَعْدَ اسْتِحْضَارِهَا عِنْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ مُغْتَفَرٌ غَيْرُ مُبْطِلٍ لَهَا وَلَوْ بِتَفَكُّرٍ فِي أَمْرٍ دُنْيَوِيٍّ بِخِلَافِ رَفْضِهَا فَمُبْطِلٌ. اهـ

وهو ما درج عليه صاحب الكفاف حيث قال:

رفض الوضوء والصلاة والصيام * يضر في الأثناء لا بعد التمام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني