السؤال
السؤال عن آية مخصوصة توضع في رقية مخصوصة شابهت إلى حد ما طريقة السحرة: اختلفت مع أحد الرقاة في قوله بجواز استخدام آية مخصوصة في رقية مخصوصة وهي استخدام آية: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً ـ في رقية اجتهادية سموها: رقية فك سحر صرف الخُطاب، وأحياناً بنية تسهيل أمر الزواج ـ وكان لي عدة وجوه في اعتراضي سأذكرها هنا، وذلك في رسالة كنتُ بعثتها لذلك الراقي سأضعها بين أيديكم، فإذا كنتُ مخطئاً فيها فقوموني وانصحوني، وإن كنتُ على صواب فثبتوني على ما أنا عليه، وهذا نص الرسالة التي بعثها للراقي: تم عرض رقية علينا باسم: رقية إبطال سحر الصرف ـ أي صرف الخُطاب عن الفتيات أو تسهيل أمر الزواج. وكان من ضمنها هذه الآية: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ـ واعترضت على وضع هذه الآية بالذات ضمن تلك الرقية، وكان اعتراضي مبنيا على عدة أمور سأحاول إيجازها بإذن الله تعالى:
1ـ استخدام السحرة لهذه الآية في أعمال سحر جلب الخُطاب والأزواج للنساء طبعاً بطرق مختلفة، ومن ضمنها كتابتها فوق الفرج أو مكان العانة بالزعفران مع ملاحظة أنها تكتب كما هي بدون زيادة ولا نقصان مما يوهم الفتاة أن ذلك الأمر جائز شرعاً، كما أنها تكتب كثيراً مع طلاسم وحروف مقطعة كما لا يخفى عليكم، وهذه الآية صارت مشهورة جداً عند السحرة لذلك الاستخدام ـ أي جلب الرجال للنساء ـ ولا يخفى عليكم أنّ مراد الشياطين والسحرة معهم الاستهزاء والسخرية بآيات الله، لأن كلمة رجالاً في الآية لا يُقصد بها الذكور، وهم أرادوا إقحامها في هذه الأعمال امعاناً في تحريف المعنى وتحويل الآية إلى غير سياقها، فالتحريف عندهم أحياناً حرفي كالتبديل والحذف وتقديم وتأخير لكلمات القرآن، وأحياناً تحريف للمعنى وتفسير الآية: وأذن في الناس يأتوك رجالاً ـ معروف لديكم أنّ رجالاً هنا لا تعني الذكور، ولم أعن بالاعتراض أن أي شيء يستخدمه السحرة من القرآن نحن مباشرة نمنعه كما تفضلتم وقلتم: الفاتحة وآية الكرسي إلخ ـ واعتراضي هو وضعها في آيات مخصصة لفك سحر الصرف أو بمعنى ثان بنية تسهيل جلب الخُطاب، وهل الخُطاب سيكونون رجالاً أم نساء؟ أكيد سيكونون رجالاً: إذن فلنحول الكلام بمعناه الصريح: بنية جلب الرجال، يقول الراقي: اقرئي أختاه: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً ـ وبعضهم قد يقول كرري: يأتوك رجالاً ـ عدة مرات أو هو يكررها على المريضة، وغالبية النساء أنا متأكد أنهن لايعرفن معنى (رجالاً) في الآية، وإذا وضعت لها أنا كراق شرعي هذه الآية بهذه الطريقة فأنا أساعدها على الفهم الخاطيء للآية، فيكون عملي مشابها إلى حد ما لأعمال السحرة.
ثانياً: ما مناسبة الآية في موضوع فك سحر الصرف أو رقية تسهيل الزواج؟ علماً أن كل هذه المسميات اجتهادية. وإذا وضعت أنا لشخص آية: إن الله سيبطله ـ مع رقية العين لاعترض الراقي أن هذه آية للسحر وليست للعين، إذن حتى الاجتهادات لها أمور ومناسبات وسياقات مناسبة اجتهد فيها الرقاة، ولهذا أحد كبار علماء المملكة السعودية اعترض على استخدام: في السفينة فخرقها ـ وتكرر فخرقها فخرقها فخرقها لنية فك المربوط عن زوجته، وهو الدكتور ناصر العقل في محاضرة سمعتها بنفسي عن الرقية الشرعية، وأنا متأكد أنه لو سمع بأسباب اعتراضي سيوافقني عليه ـ بإذن الله تعالى ـ لأن الوضع في آية: فخرقها ـ للمعقود عن زوجته أخف من وضع: يأتوك رجالاً ـ بنية جلب الرجال أو فك سحر منع الزواج، فكما تعلمون أن في الشرع كثيراً ما تستخدم السور والآيات مع ما يتعلق ويرتبط بها كقراءة سورة الجمعة في صلاة الجمعة، والأعلى والغاشية يوم الجمعـة ولطرد الوسواس: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
ثالثاً: لماذا نضع النساء في ذلك الأمر من مساعدة لفهم خاطئ للآية؟ ولماذا يكون اجتهادنا اجتهادا مشابها للسحرة في انتقاء هذه الآية بالذات لذلك الغرض بالذات رغم عدم تناسب بين الآية والغرض؟ يعني إذا استخدمت الآية في رقية شرعية عامّة لا اعتراض لي فيها، لأن القرآن وآياته كلها شفاء، كما أننا لو فتحنا الباب في استخدام هذه الآية المخصوصة لذلك الغرض المخصوص ساعدنا في التوسع في كتابتها على العانة أو الفخذ حتى ولو كان بالمداد الطاهر، وهي طريقة منتشرة وتتلبس على العوام حتى إن قال قائل استخدام أي آية لأي غرض في الرقية الشرعية جائز قلنا له: درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح. فهل ما ذهبت إليه صحيح أم كان تقديري خطئاً؟.