السؤال
إنني أعاني من مشكلة كبيرة، وهي الوساوس الشيطانية التي تأتيني لتشككني في الدين الإسلامي، ويخطر في بالي أشياء فظيعة لا أستطيع كتابتها، وغالبيتها حول التشكيك في الإسلام، وبالتأكيد الدين الإسلامي هو الدين الصحيح فمن هذه الوساوس الشيطانية: أقول إن اختلاف العلماء حول شيء واحد يكون في الأساس هذا الشيء خطأ ـ عدم صحته ـ وغيرها الكثير لا أذكره الآن والله، ولكن هذا الموضوع يضايقني كثيرا، فماذا أفعل؟ وآسفة على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن على المسلم إذا أصيب بشيء من الوساوس، أو الهواجس والشكوك أن يقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: فمن وجد شيئا من ذلك فليقل آمنت بالله ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئا من ذلك، فليقل: آمنت بالله.
وما يحصل من حديث النفس ووساوس الشيطان والخواطر التي تمر بالقلب دون أن يطمئن إليها لا يؤاخذ بها الشخص شرعاً ما لم يتلفظ بها، أو يعمل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسهما ما لم تعمل، أو تتكلم. متفق عليه.
أما من استسلم للوساوس واسترسل فيها فهو يعين الشيطان على نفسه، وعليه أن يعرض عنها ولا يلتفت إليها، وأن يدفع كل ما من شأنه أن يضعف الإيمان، وقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة ـ وإن كان في النفس من التردد ما كان ـ فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم. انتهى.
وقال العز بن عبد السلام: دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني، وأن إبليس هو الذي أورده عليه وأن يقاتله، فإن له ثواب المجاهد، لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فر منه. انتهى.
وبناء عليه، فاصرفي ذهنك عن التفكير في هذه الأمور، والاسترسال مع الخواطر التي تخطر لك بشأنها، وأشغلي وقتك بما ينفع من تعلم علم نافع والقيام بعمل صالح، أو كسب مثمر، أو رياضة، أو تسلية مشروعة، وابتعدي عن الجلوس وحدك، ولمعرفة المزيد مما يعين على طرد الوساوس راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19691، 13369، 51601.
والله أعلم.