السؤال
ياشيخ كنت كل يوم أصلي قيام الليل في الثلث الأخير من الليل يعني قلت لربنا إنني سأصلي لك 7 ركعات كل يوم وفعلا عملت ذلك ومن ساعة ما جاءني مرض الوسواس القهري في كل عبادتي وبقيت أقعد فترة طويلة في الوضوء والاستنجاء وبقيت لا ألحق قيام الليل مهما حاولت وأقوم مبكرا وأصلي الفجر فقط وبقيت أصلي القيام بعد العشاء 3 ركعات ـ ركعتي الشفع وركعة الوتر ـ في الثلث الأخير من الليل أقعد أستغفر وأقرأ القرآن أو أدعوا الله ثم أصلي الفجر، وسؤالي: هل يا شيخ بهذا ربنا سيغضب علي، لأنني لم أصل سبعة مثل ما قلت له ولست أدري لماذا قلت هذا؟ وربنا عالم بمرضي وأن هذا فاق طاقتي أعيش سجينة وتعيسة وفي بكاء دائم وأتعذب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فنسأل الله لك العافية، ثم اعلمي أن الشيطان تسلط عليك بهذه الوساوس ليحول بينك وبين الخير، فعليك أن تجاهدي نفسك في مدافعة هذه الوساوس ومحاولة التخلص منها، ولا علاج للوساوس أنفع من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري لبيان كيفية التخلص من الوسوسة الفتويين رقم: 134196, ورقم: 51601. ومع المجاهدة والاجتهاد في دعاء الله تعالى ستحصل لك العافية من هذا الداء ـ بإذن الله ـ وتعودين لما كنت تألفينه من الخير، ولا إثم عليك في تركك ما كنت تعتادينه من القيام، ولا يلزمك الوفاء به والمواظبة عليه ما لم تكوني نذرت ذلك، وليس قولك سأصلي كل ليلة كذا نذرا، لأنه لا يشعر بالالتزام، وشكك في أنك واعدت الله تعالى لا يكون نذرا لأن النذر لا يثبت بالشك، بل لا بد من اليقين بانعقاده، وانظري الفتوى رقم: 102321. وإن كانت مواظبتك على القيام أولى وأعظم أجرا، لأن أحب الأعمال إلى الله أدومها، ونحن نرجو أن يكتب الله لك الأجر إذا كان الذي حال بينك وبين القيام هو هذا المرض الذي تعانين منه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مرض العبد، أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما. أخرجه البخاري.
والله أعلم.