الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان أشد عداوة وخطرا أم النفس

السؤال

أيهما أعظم خطراً على المؤمن نفسه أم الشيطان ؟ ولماذا؟ وكيف نتقي مزالق النفس وأخطارها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشيطان والنفس هما ألد أعداء الإنسان، ولم نجد من أهل العلم من ذكر أيهما أعظم خطرا، وقد ورد في الأثر : أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك . لكنه موضوع كما ذكر الألباني في السلسلة الضعيفة.

والظاهر والله أعلم أن الشيطان أشد عداوة وخطرا لأنه شر محض ولكثرة ما جاء في القرآن من التحذير منه، وأنه عدو مبين، وأنه هو السبب في إخراج آدم وزوجه عليهما السلام من الجنة إلى غير ذلك من حرصه على إغواء العبد وإهلاكه وصده عن سبيل الله.

قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ{فاطر: 6}

والآيات في هذا المعنى كثيرة.

أما النفس فهي من جند الشيطان يأمرها فتطيع، وربما تعصيه بتوفيق الله تعالى وتبع داعي الملك فتكون نفسا طيبة.

قال ابن القيم في كتاب الفوائد: وقد تقدم أن النفس مثلها كمثل رحى تدور بما يلقى فيها ، فإن ألقيت فيها حبا دارت به، وإن ألقيت فيها زجاجا وحصى وبعرا دارت به، والله سبحانه هو قيم تلك الرحى ومالكها ومصرفها، وقد أقام لها ملكا يلقي فيها ما ينفعها فتدور به، وشيطانا يلقي فيها ما يضرها فتدور به، فالملك يلم بها مرة، والشيطان يلم بها مرة ، فالحب الذي يلقيه الملك إيعاد بالخير وتصديق بالوعد، والحب الذي يلقيه الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالوعد، والطحين على قدر الحب، وصاحب الحب المضر لا يتمكن من إلقائه إلا إذا وجد الرحى فارغة من الحب وقيمها قد أهملها وأعرض عنها، فحينئذ يبادر إلى إلقاء ما معه فيها . انتهى.

وانظر الفتوى رقم: 58477 ، والفتوى رقم:12928 . لبيان ما ينبغي فعله لإصللاح النفس والإفلات من شر الشيطان. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 140529.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني