السؤال
سافر زوجي وتركني ولم يسأل عني فقمت برفع قضية خلع منه، وللأسف عرفت أنني بعد الخلع لا بد من الانتظار أشهر العدة حتى أستطيع الزواج مرة أخرى، وأتساءل: ما الحكمة من العدة في مثل حالتي إذا كنت بعيدة عن زوجي ما يقرب من العام وجاءتني الدورة خلالها مرات عديدة؟ والطلاق بالخلع في يد القضاء بمعنى أنه من الممكن أن يحكم الآن، أو يحكم بعد سنة، فهل بعدها أنتظر أشهر ثانية لانقضاء العدة، لا أطيق الصبر على أشهر العدة فأرجوكم أفيدوني في حالتي هذه، وهل هناك استثناءات لمثل هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العدة لا تبدأ إلا بعد حصول الطلاق، أو الخلع، كما ذكرنا بالفتوى رقم: 25662.
كما أن العدة لم تشرع لمجرد التأكد من براءة الرحم فقط، ولكن لها حكم ومقاصد أخرى بيناها بالفتوى رقم: 36398.
ومما نرشدك إليه أن تحاولي أولا الإصلاح بينك وبين زوجك وأن يأخذك للإقامة معه، أو أن يعود إليك، فمن حق الزوجة على زوجها أن لا يغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها، كما بينا بالفتوى رقم: 22429.
فإذا لم يتم الإصلاح فاطلبي منه الطلاق، أو الخلع، ولك الحق في ذلك، فإن استجاب أغناك ذلك عن انتظار حكم المحكمة، وإن لم يستجب ولم يبق إلا انتظار حكم المحكمة فعليك أن تتقي الله وتصبري، ومن يستعفف يعفه الله، وسلي الله تعالى أن يصونك ويحفظك من فعل ما يسخطه وأكثري من هذا الدعاء النبوي: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه.
وعليك بالبعد عن مثيرات الشهوة كإطلاق النظر فيما يحرم النظر إليه، وأكثري من الصوم، فإن في الصوم كسرا لحدة الشهوة، ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وعليك بشغل نفسك بما ينفع من أمر الدين والدنيا والحذر من الفراغ، واحرصي على مصاحبة المسلمات الصالحات.
والله أعلم.