الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم وصف الناس بأوصاف مثل: ملاك، شيطان؟ أو أن يتكلم الإنسان مخاطباً الشيطان أو الوساوس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قدمنا في الفتوى رقم: 144309، ضابط القول في جواز تشبيه الممدوح بالملائكة.

وأما التشبيه بالشيطان فلا يجوز في حق المسلم، فقد ذكر المفسرون عند تفسير قوله تعالى: طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ {الصافات:65} ذكروا أن العرب إذا وصفوا شيئا بغاية القبح قالوا كأنه شيطان، فالتشبيه بالشيطان مع ما فيه من المبالغة في القبح يتضمن كذلك التشبيه بأشد الكفار كفرا وخداعا وكذبا وعداوة وظلما.

وأما خطاب الإنسان لقرينه من الشياطين مستعيذا بالله منه وما أشبه ذلك فهو جائز. ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك، ثم قال: ألعنك بلعنة الله ثلاثا، ثم قال: إن إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة. انتهى

وأما الوساوس فلا حرج في خطابها، ولكن الأولى الإعراض عنها كليا، وصرف الذهن عنها، وشغل الوقت بما ينفع، وعدم انفراد الإنسان بنفسه، بل يتعين مخالطته لأهل الخير والاستقامة لعله يجد منهم من يعينه على نفسه. وراجع الفتويين: 51239، 56647.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني