السؤال
أنا امرأة أبلغ من العمر أربعين سنة، خطبت لشاب لا يقيم في دولتنا، وعملت الاستخارة، وتيسرت الأمور، وبعد دفع المهر لم نستطع أن نعقد بالوكالة؛ لأنه لا يستطيع أن يأتي في الوقت الحالي، وعندما حاول المجيء إلينا حدثت عراقيل حالت دون مجيئه لنا، عندما أرسلت الوكالة وجدوا فيها خطأ، وعندما صححتها وأرسلتها لم تصل له لحد الآن، وقد مضى أربعون يوما على إرسالها، علما بأني أسكن بالجزائر، وهو يسكن بالسعودية، فهل حدوث هذا التأخير معناها أنه لا يوجد نصيب، إذا دعونا الله أن ييسر لنا هذا الزواج، هل هذا معناه أننا غير راضين بقضاء الله؟ هل يعني أننا من شر الناس الذين لا يرضون بنتيجة الاستخارة؟ مع العلم أن العريس متمسك بالزواج وهو صاحب دين وخلق. فأرجو الدعاء لي، وأجركم على الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك. وهذا التأخير لا يعني القطع بعدم تيسر أمر هذا الزواج، ولا بأس بتكرار الاستخارة، لأنه تكرار للدعاء، وتكرار الدعاء مطلوب شرعاً. وراجعي الفتوى رقم: 75167.
وهذا لا يعني بحال عدم الرضا بالقضاء، فإن الدعاء نفسه من أقدار الله تعالى، ولا يعني ذلك أنكم من شر الناس، فمن يلح على الله تعالى بالدعاء فهو من خير الناس لا من شرهم. ومن أهم شروط الزواج الولي بالنسبة للمرأة، فإذا لم يكن بإمكان وليك حضور العقد، فيمكنه أن يوكل من يتولى تزويجك في بلد الخاطب، أو يرسل هو توكيلاً لأحد الناس في بلدك ليزوجه منك، وأما إذا كنت أنت الذي أرسلت له توكيلا بالزواج فليس ذلك لك، إذ لا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها على الراجح من أقوال الفقهاء. وانظري الفتوى رقم: 32593.
والله أعلم.