السؤال
هل يجب التأكد من لون ورائحة وطعم الماء قبل الوضوء أو الاغتسال أو الاستنجاء، حيث إنني كثيرة الشك، وعند دخولي الحمام للوضوء أتأكد من رائحة ولون وطعم الماء مما يسبب بعض المشقة، فهل يجب التأكد من خصائص الماء قبل الوضوء والاغتسال والاستنجاء؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن الأصل في المياه الطهارة لا النجاسة، كما قال السعدي في منظومته:
والأصل في مياهنا الطهارة * والأرض والثياب والحجارة
ولا يجب التحري من طهارة الماء إلا إذا وجد ما يدعو لذلك، كأن يشتبه ماء طهور بماء نجس، فيتحرى أيهما الطهور من النجس، أو يعلم أن ما يسلب الطهورية قد وقع في الماء، فيتحرى هل تغير أحد أوصاف الماء به أم لا.
وأما إذا لم يوجد داع فلا يجب التحري، فدعي عنك تلك الوسوسة، فإنها شر مستطير لا تزال بصاحبها حتى تجعله في مصاف المجانين.
بل واعلمي أنه لو حصل شك بأن الماء قد تنجس بالفعل، أو أنه قد وقع فيه ما يسلب طهوريته، فإنه مع ذلك يبقى صالحاً للاستعمال في الوضوء والغسل والاستنجاء، ما لم يحصل يقين بأنه قد حصل له ما يسلب صلاحيته. وراجعي الفتوى رقم: 61393.
والله أعلم.