السؤال
سمعت من شيوخ أنه يجب أن لا أرى أني مستحق للنعمة، فهل حينما يوفقني الله وأحصل على مجموع عال في الاختبارات، أو ما شابه يجب أن أعلم أني لست مستحقا إياه ولا أنه مقياس لي؟.
سمعت من شيوخ أنه يجب أن لا أرى أني مستحق للنعمة، فهل حينما يوفقني الله وأحصل على مجموع عال في الاختبارات، أو ما شابه يجب أن أعلم أني لست مستحقا إياه ولا أنه مقياس لي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على العبد أن يعلم أنه لا يستحق على الله شيئا، وكل ما يأتيه فهو من فضل الله تعالى وتوفيقه، ولذلك فإن قول هؤلاء الشيوخ: إنك لا تستحق النعمة، أو الثواب إذا كان قصدهم به أنك لا يجب لك على الله شيء فهذا صحيح، وإن أرادوا به أن الأجر والثواب ليس أمرا ثابتا وحقا واقعا لمن أطاع ونفوا أن من سنن الله في هذا الكون أن من جد وجد ومن زرع حصد فقد أخطأوا، فحينما تحصل على نعمة، أو تتفوق في امتحان يجب أن تعلم أن هذا بفضل الله تعالى وتوفيقه، فهو الذي يسر لك سبل النجاح ووفقك لعمل ما ينفعك، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 46678.
ولعل من المفيد هنا أن نذكر لك ملخص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة عن استحقاق العبد على ربه حيث يقول: وأما الاستحقاق فإن أهل السنة يقولون: إن العبد لا يستحق بنفسه على الله شيئا، ويقولون إنه تعالى لا بد أن يثيب المطيعين كما وعد، فإن الله لا يخلف وعده، وأما إيجاب ذلك على نفسه وإمكان معرفة ذلك بالعقل فهذا فيه نزاع، لكن لو قدر أنه عذب من يشاء لم يكن لأحد منعه كما قال تعالى: قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ـ وهو تعالى لو ناقش من ناقشه من خلقه لعذبه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: من نوقش الحساب عذب ـ وقال: لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته ـ ثم قال: والتحقيق أنه لو قدر أن الله عذب أحدا فإنه لا يعذبه إلا بحق لأنه يتعالى عن الظلم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني