الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم الموسوس الذي عنده دائما وساوس بالطلاق، وسواس أن زوجته حرام عليه، وأن عيشه مع زوجته حرام، ويوسوس أن كل لفظ يتلفظ به هو طلاق، وأنه نوى إلى درجة أنه ما عاد تفرق معه أن يكون بنية أو بغيره لأن النية هي تستحضر نفسها ولم يستحضرها هو. فهل عدم مقاومتها يثبت النية هنا، ولو أنه مثل باقي الناس لم يطلق إلا بإرادة مطلقة وغير منقوصة، وقال في نفسه بعد اعتقاده أن الطلاق وقع ولم يعرف كم عدده ذهب إلى الشيخ أم لا، فقال لا تذهب طلقها لترتاح من الشكوك والطلاق الوسوسة في أن زوجته حرام وقال أيضا ترتاح من مشاكل أهلها. فهل هذه الجملة تعني إرادته للطلاق، وكل كناية قالها بعدها مع أنه كان تحت وطأة المرض والهم وعدم استقرار البال. فهل يقع هنا الطلاق؟ ومتى تستبين الإرادة هنا يعني لولا المرض وما جلبه لها من حزن وهم لم يفكر في الطلاق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالموسوس الذي يصل به الوسواس إلى فقد العقل أو الغلبة عليه وعدم التحكم فيه لا يقع طلاقه، وزوجته باقية في عصمته، فلا يلتفت إلى أي خواطر تنتاب قلبه وتشعره بأن زوجته قد حرمت عليه، وراجع الفتوى رقم: 56096. وننصحه بالسعي في معالجة نفسه، وقد سبق لنا بيان كيفية علاج الوسواس فانظر الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني