الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بامرأة أجنبية قد تؤدي إلى الفتور في العلاقة الزوجية

السؤال

أنا مهندس مصري مسلم أعمل في دولة خليجية أبلغ من العمر 40 سنة وأنا ـ والحمد لله ـ متزوج من سيدة مصرية ورزقني الله بطفلين تعرفت على مهندسة صينية 38 سنة تعمل في نفس مجال عملي ونتيجة للظروف حصل تقارب ومودة مع هذه السيدة وأعلم أن هذا خطأ وأستغفر الله منه وقد تركت هذه السيدة البلد التي أعمل بها وسافرت إلي بلد خليجي آخر، ولكن استمر الاتصال معها عن طريق الأنترنت ولازالت ترغب في الارتباط بي، ودار حوار بيني وبين هذه السيدة وأنها على استعداد أن تعلن إسلامها قبل الزواج إذا ما اتفقنا على الزواج، مع العلم أنها قد قالت إنها سوف لن تعلن إسلامها إذا لم يكن هناك زواج، ودارت حوارات عديدة بيني وبين هذه السيدة عن الدين الإسلامي وعن قناعتها به وعندي بعض الارتياب عن قناعتها بالدين الإسلامي وقد صرحت أنها إذا أعلنت إسلامها وتزوجنا فإنها سوف تكون مسلمة، ولكن لن ترتدي الحجاب ولن تصلي كما هو الحال مع الكثير من المسلمين في هذه الأيام، وهي لا تزال على الإلحاد حتى الآن ولكنها توقفت بشكل كبير وشبه كلي عن شرب الخمر منذ سنتين وأعتقد أنها توقفت بسب علمها أن الخمر شيء كبير في ديننا الإسلامي وبسبب كرهي لذلك، بالإضافة إلي ذلك فإن زوجتي المصرية ـ بارك الله فيها ـ لا أشكو منها أي شيء فهي متدينة ومطيعة وتحبني حبا شديدا وتحافظ على بيتي وأولادي وبالرغم من ذلك فهناك فتور في مشاعري نحوها وكذلك العلاقة الحميمية التي هي سبب من أسباب الزواج ـ العفة ـ وزوجتي تشعر بذلك وقد صرحت بأسلوب غير مباشر أنني أستطيع الزواج بثانية إذا ما أردت، أو جعلني هذا سعيدا أرغب في الزواج من هذه السيدة الصينية وآمل أن أستطيع تغيير قناعتها عن الدين الإسلامي وجعلها تصلي وترتدي الحجاب وكذلك إقناعها بالالتزام بكافة تعاليم الدين الإسلامي أعلم أنها مهمة ليست بالسهلة ولست متأكدا من نجاحي، أو فشلي في هذه المهمة وفي نفس الوقت لا أريد إيذاء مشاعر زوجتي المصرية بالزواج من أخرى فهي لا تستحق إلا الخير ولكني أريد العفة لنفسي، أرجو نصحي في كافة نواحي هذا الأمر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن التعارف بين الرجال والنساء الأجانب باب فتنة وذريعة فساد وشر، فكيف إذا كان ذلك مع امرأة لا تؤمن بالله واليوم الآخر، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله وتقطع كل علاقة بهذه المرأة، وإذا أردت دعوتها إلى الإسلام فلا تباشر ذلك بنفسك وإنما عن طريق بعض محارمك، أو نحو ذلك، وننصحك أن تتفاهم مع زوجتك وتتصارحا لتتعرفا على أسباب الفتور في علاقتكما وتعالجا هذه الأسباب، مع التنبيه على أن إقامة الرجل علاقة مع امرأة أجنبية من أعظم أسباب فتور مشاعره نحو زوجته، كما أن شؤم المعصية من أسباب الحرمان من التوفيق وقلة البركة، فلعلك إذا صدقت في التوبة والاستقامة أن يجعل الله زوجتك قرة عين لك ويصلح لك أمرك كله، وإذا كنت محتاجا للزواج فلتتخير مسلمة ذات دين عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. متفق عليه. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 28962.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني