الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم مشروعية إعادة الصلاة بلا مسوغ وكيف يفعل المصاب بالسلس

السؤال

لقد رأيت بعض الفتاوى في الموقع عن المذي، لكن حالتي ليست مثلها، لأنه من الواضح عند السائلين أنه لا يخرج طوال الوقت، بل لفترات أي عندما يتطهرون منه فإن بإمكانهم الصلاة مرتاحين وبعد ساعات بعد ذلك قد يخرج منهم شيء، ولكنني في بعض المرات يكون لساعات طويلة وعندما أتأكد من توقفه أتطهر وأصلى وأتوضأ وبعد الصلاة بعد التفقد أرى في أغلب المرات أنه قد خرج وفي بعض المرات أرى أنه لم يخرج ففي البداية كنت أذهب إلى الصلاة في المسجد وعندما أعود بعد التفقد أرى أنه خرج وأعيد الصلاة وعندها صرت أذهب عند الركعة الأخيرة إلى المسجد وجلست فترة هكذا، لكن صار نفس الشيء فعندما أعود أرى أنه خرج وأعيد الصلاة وصرت أصلي في البيت الصلوات على وقتها والآن زادت المشكلة أي أنه طوال الوقت يخرج فمثلا الآن أتطهر وأصلي وبعد الصلاة أرى أنه قد خرح وأتطهر وأعيد الصلاة وهكذا صرت الآن في آخر الصلوات، وفي بعض الأوقات أجلس إلى اليوم الآخر، بل لأيام وأنا في مجاهدة أصلي الصلاة وأرى بعد الصلاة أنه خرج من غير شعور وأعيدها ومن ثم أنتظر ساعة، أو نصف ساعة وأعيدها وأرى نفس المشكلة بعد الصلاة مع العلم أنه يخرج من دون أي إثارة ولا يوجد داع لخروجه ومن دون شعور أرجوك جاوبني بسرعة راحت علي الصلوات، وصلاة الجمعة صرت لا أصليها منذ زمن، فهل يجوز أن أتفقد الذكر لأرى هل خرج شيء أم لا، لأنني في العادة لا أعلم أخرج شيء أم لا؟ وإذا كان هذا يعتبر سلسا، فماذا عن الصلوات الفائتة؟ لأنني قرأت أن من به سلس يتطهر ويتوضأ لكل صلاة ومن ثم يغسل الملابس، وأنا أكتب هذا يوم الأربعاء ومنذ يوم السبت وأنا أصلي الصلوات ثم أعيدها، والسؤال الآن: الصلوات الفائتة هل أتطهر وأتوضأ وأغسل ملابسي لكل صلاة؟ أم يكفيني وضوء واحد ولبس واحد؟ وفي البداية كان بكثرة المذي وبعد ذلك تحول إلى وسواس في الطهارة والصلاة إلى درجة أنني أسجل الصلاة على فديو وبعد ذلك أعيدها، لأنني ربما نويت أن أعيدها وأخصص لبسا لكل صلاة وأستحم لكل صلاة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاحذر أن تسترسل مع الوسواس فلا حاجة لتصوير الصلاة بالفيديو ولا لإعادتها ما دمت قد تطهرت وصليتها بأركانها وواجباتها فإعادة الصلاة من غير مسوغ شرعي منهي عنه، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُعَادُ الصَّلَاةُ فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ. رواه النسائي.

قال المناوي في فيض القدير: أي لا تفعلوها ترون وجوب ذلك، ولا تقضوا الفرائض لمجرد مخافة الخلل في المؤدى. هـ.

وراجع في الوسوسة وعلاجها فتوانا رقم: 51601.

وإذا كنت لا تعلم وقتا ينقطع عنك فيه الخارج يكفي للطهارة والصلاة فإنك مصاب بالسلس, وقد بينا في عدة فتاوى الأحكام المتعلقة بالسلس وأنه يكفي صاحبه أن يتوضأ لكل صلاة ويصلي ما شاء معها من الرواتب والنوافل وثمت تفاصيل في الموضوع يمكنك أن تراجع فيها الفتاوى التالية أرقامها: 123289, 136314، 131508.

ولا يجوز ترك الصلاة لما ذكرت ولا تأخيرها، أو فعلها منفردا، بل يجب أن تحافظ على أدائها في وقتها في الجماعة ما أمكن ذلك ، وما تركته من الصلوات يجب عليك قضاؤه, وما صليته منها وأنت مصاب بالسلس على ما ذكرت فقد برئت ذمتك به ولا تطالب بالإعادة، ومن المعلوم أن ما عجز عنه المصلي من الأركان، أو الواجبات، أو الشروط فإنه يسقط عنه ولا يطالب به وتصح صلاته بدونه، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني