السؤال
كنت عندما أقرأ التشهد في الصلاة سابقا بدل أن أقول التحيات بكسر الحاء وتشديد الياء أقرؤها بفتح الحاء والياء بدون تشديد، والسبب أنني كنت أقرؤها من بعض الكتب التي لا تظهر تشكيل الأحرف ولم يخطر ببالي أن ذلك خطأ، فما حكم صلاتي؟ وهل يعتبر هذا من اللحن الجلي الذي يفسد الصلاة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتشهد الأخير من أركان الصلاة على الراجح فلا تصح الصلاة إلا به، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة، وقال الأحناف والمالكية إنه مستحب لا واجب، قال في المغني: وهذا التشهد والجلوس له من أركان الصلاة، وممن قال بوجوبه عمر وابنه وأبو مسعود البدري والحسن والشافعي، ولم يوجبه مالك ولا أبو حنيفة إلا أن أبا حنيفة أوجب الجلوس قدر التشهد، وتعلقا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه الأعرابي فدل على أنه غير واجب ولنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به فقال: قولوا التحيات لله ـ وأمره يقتضي الوجوب وفعله وداوم عليه، وقد روي عن ابن مسعود أنه قال: كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله، ولكن قولوا: التحيات لله إلى آخره، وهذا يدل على أنه فرض بعد أن لم يكن مفروضا. انتهى.
وإذا علمت هذا، فإن لفظ التحيات متعين لا يصح التشهد إلا بالإتيان به، لثبوته في جميع الروايات، قال النووي في شرح المهذب: قال الشافعي والأصحاب: يتعين لفظ التحيات لثبوتها في جميع الروايات بخلاف المباركات وما بعدها. انتهى.
وإسقاط الشدة من هذه الكلمة مع فتح الحاء من اللحن المحيل للمعنى، فعلى مذهب القائلين بأن التشهد الأخير ركن فإنك لا تكون آتيا به لإسقاطك منه حرفا ولا تكون صلاتك صحيحة والحال هذه، لكننا قد بينا في الفتوى رقم: 125010، أن الأخذ بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل وتعذر التدارك مما يسوغه كثير من العلماء، ومن ثم، فنرجو أن تكون صلاتك السابقة مجزئة وأن لا يلزمك إعادتها، وقد ذهب شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ إلى أن من ترك شيئا من شروط الصلاة، أو أركانها جهلا لم تلزمه الإعادة، وانظر الفتوى رقم: 125226.
ولكن لا بد من التنبيه على ضرورة أن يجتهد المسلمون في تعلم ما يجب عليهم وجوبا عينيا من أحكام الطهارة والصلاة ونحوها لتقع عبادتهم مجزئة، ولئلا يقعوا في أمثال هذه المضايق.
والله أعلم.