الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الموسوس لا يقع ولو كان صريحا

السؤال

هل إذا اعتقد مريض الوسواس أن الطلاق الثلاث وقع وقال لزوجته: اذهبي لأهلك لقد وقعت الطلقات الثلاث ـ واتضح بعد ذلك أنه لم يقع أصلا، فهل وقع الطلاق بقوله: لقد وقعت الطقات الثلاث، أو قال لها لقد طلقتك ثلاثة يجب ذهابك إلى أهلك ـ وذلك كله بسبب مرض الوسواس؟ ومتى يقع طلاق مريض الوسواس؟ لأنه بسبب المرض يلتبس عليه كثير من الأمور ولا يعرف هل قصد الطلاق أم لا؟ أم هل هو ناتج عن الوسوسة، أو غيرها؟ وهل إذا قصد تعليق الطلاق بسبب الوسوسة هل يعتبر هنا؟ وهل لو قال يجب إعطاؤها حقوقها لاعتقاده الطلاق يقع الطلاق بهذا؟ وهل طلاق المكره الموسوس لا يقع جملة واحدة؟ يعني لو كرر اللفظ عدة مرات في أوقات متفاوتة وكلها كنايات ولم يصدر الصريح أبداً ولا يعرف ما قصد بكل لفظ؟ وهل هذا ناتج عن الوسوسة أم لا؟ فهل يجب الوقوف على كل لفظ وما قصده بالضبط؟ ولو نسي بعض ما قاله فما الحكم هنا؟ وهل المرض يلغي جملة الألفاظ أم لا؟ والله لا أعرف شيئا وعندي أنني أصبت بالجنون وأنا متأكد أن كل ما حصل نتيجة الوسواس واضهاد المرض ومعتقدات خاطئة وبعد يومين أو ثلاثة يتضح له غير ذلك والمشكلة لم تكمن إلا عند اعتقادي الطلاق فلا أعرف هل طلقت بناء على ذلك، لأنني كنت أجهل وقوع الطلاق للموسوس؟ وهل هو بسبب الوسوسة أم بسبب الاعتقاد الخاطئ والله سئمت الحياة فهل أنا مجبر على أن أظل أقول هل وقع أم لا؟ وهل وقع الثلاثة أم لا؟ وهل وقع اثنتين أم لا؟ وهل وقع واحد أم لا؟ وهل وقع عشرة أم لا؟ وهل لم يقع شيء أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهر أن ما يصدر منك من ألفاظ الطلاق وكناياته، إنما هو بسبب الوسوسة، والطلاق الذي يصدر من الموسوس بسبب الوسوسة لا يقع ولو كان صريحاً، ما دام مغلوباً عليه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 56096.

فالذي ننصحك به أن لا تتعمق في السؤال عن مسائل الطلاق ومطالعة الفتاوى الخاصة بها، وإنما عليك أن تكتفي بما أخبرك به القاضي وما أفتيناك به من قبل، وتوكل على الله وأعرض عن هذه الوساوس جملة وتفصيلاً ولا تتمادي فيها ولا تسترسل مع تلك الافكار، ومما يعينك على ذلك الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع لمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني