الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال لزوجته: يمكن أن لا تعتبريني من اليوم فصاعداً

السؤال

البارحة قلق زوجي مني كثيراً وقال لي يمكن أن لا تعتبريني من اليوم فصاعداً، فهل يعتبر هذا طلاقاً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطلاق لا يقع إلا بلفظ صريح يدل عليه، أو كناية ـ وهي كل لفظ يدل على الفرقة وليس صريحاً فيها ـ ولا تكون الكناية طلاقاً إلا مع نية إيقاعه، قال ابن قدامة في المغني: إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ، فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية، فالصريح يقع به الطلاق من غير نية، والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه، أو يأتي بما يقوم مقام نيته. انتهى.

فإذا كان الذي قاله زوجك هو عين ما في السؤال، فإنه ليس صريحاً في الطلاق ولا هو من كناياته، لأن عدم الاعتبار لا تفيد الفرقة.

وإن كان الذي قاله هو: يمكن أن لا تعتبريني زوجاً من اليوم فصاعدا ـ ونوى بذلك طلاقاً فهو نافذ، لأن هذا من قبيل كناية الطلاق... وإن لم ينوه فلا شيء عليه.

وبالتالي فإن كان الذي قاله زوجك هو اللفظ الأخير فعليك سؤاله عن نيته في ذلك، وفي حال وقوع الطلاق فله مراجعتك قبل تمام العدة إن لم يكن هذا الطلاق مكملاً للثلاث، وما تحصل به الرجعة سبق بيانه في الفتوى رقم: 30719.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني