الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة وصلاة المصابة بسلس الودي

السؤال

أنا فتاة في المرحلة الثانوية، وأصاب في شهر بحالة سلس الودي وفي بعض الأحيان يتوقف عن النزول لكن إذا غسلته بالماء ينزل بكثرة ويعود للتوقف بعد فترة, ما حكم صلاتي علماً بأن الودي نجس وأيضاً أنا بعد خروجي من دورة المياه أشعر برغبة للعودة لقضاء الحاجة، ففي بعض الأحيان يخرج مني البول وبعضها لا وعند الانتهاء من قضاء الحاجة أشعر بأن قطرات من البول ستنزل, فهل أنا مصابة بسلس البول أم ماذا؟ علماً بأني أيضاً في أوقات يتوقف هذا الشعور لكن عند ما أغسل نفسي أشعر بنزول شيء أو أن شيئا سينزل فأمسك نفسي. ما هو التعامل الشرعي في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أولا أن ضابط الإصابة بالسلس هو ألا تجدي في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة دون أن يخرج منك شيء، فإذا كنت لا تجدين هذا الوقت في أثناء وقت الصلاة فأنت مصابة بالسلس، وأما إن كنت تجدين الوقت الذي يكفي لأداء الصلاة بطهارة صحيحة فعليك أن تنتظري إلى هذا الوقت حتى تصلي فيه وانظري الفتوى رقم: 119395.

والذي يظهر أنك لست مصابة بسلس البول، ومن ثم فعليك أن تنتظري حتى يتوقف خروج البول ثم تتوضئي وتصلي، وقد بينا ما يفعله من يخرج منه قطرات البول بعد التبول في الفتوى رقم: 137552.

وأما الإفرازات الأخرى فإن كانت رطوبات الفرج فهي طاهرة لا يلزم الاستنجاء منها على الراجح، وإن كان خروجها لا يتوقف في أثناء وقت الصلاة بحيث تتمكنين من فعل الصلاة بطهارة صحيحة فعليك أن تتوضئي للصلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت أو تحدثي حدثا آخر غير حدثك الدائم، وانظري الفتوى رقم: 130475.

وأما إن كان ذلك مذيا أو وديا وكان خروجه لا يتوقف في أثناء وقت الصلاة على ما مر فعليك التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع ثم تتوضئين لكل صلاة بعد دخول الوقت كما وصفنا، وقد بينا أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها في الفتوى رقم: 110928، وإن كنت مصابة بشيء من الوسوسة فأعرضي عن الوساوس ولا تسترسلي معها فإن فتح باب الوسوسة من أعظم أبواب الشر، وانظري الفتوى رقم 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني