الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط إباحة عرض المرأة نفسها للزواج

السؤال

سؤالي هنا: طلب النصيحة ـ فأنا فتاة في منتصف العشرين من العمر، أعيش حياتي بتأنيب الضمير من أقل شيء يحدث لي، تمت خطبتي في فترة من الوقت وأنهيتها بسبب عدم التزام الطرف الآخر في الكثير من الأمور، تدخلت إحدى صديقاتي وطلبت من أحد الشباب الملتزمين التقدم لي، وهذا لما تجد فيه من حسن الأخلاق والالتزام والتشابه الذى يجمعنا، فقد كانت على اقتناع تام أنني لا أصلح للشخص الذى تقدم لي من قبل، وكان رد الشاب الملتزم أنه لا يستطيع ذلك في هذا الوقت، لظروف الدراسة ومدحه لأخلاقي والتزامي، وانتهى الموضوع على هذا، ولكن ما يحدث هو: أنني كثيرا ما أراه في أحلامي ويظهر أمامي كثيرا ويسبقني بالقول بنفس الرد على أحد المنتديات في الأمور المختلفة، وهذا الشاب يشهد الجميع بأخلاقه وثقة الناس به، ولا سيما أنني لم أثق بأحد غيره، فقد جمعتنا الظروف في أحد المشاريع الخيرية. وسؤالى هنا: ماذا أفعل؟ لا أريد أن أشغل بالي بشيء لا وجود له. وهل أكلم صديقتي لتكلمه مرة أخرى؟ بالله عليكم لا تردوا سؤالي خائبا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك، واعلمي ـ أولا ـ أن هذه الرؤى لا ينبني عليها شيء، لاسيما وأنها قد تكون مجرد حديث نفس، وراجعي الفتوى رقم: 11052.

ولا حرج شرعا في أن تعرض عليه صديقتك مرة أخرى زواجه منك على أن تلتزم صديقتك بالآداب الشرعية في محادثة الأجنبي. وإن غلب على ظنك أنه قد يرفض للسبب السابق أو لغيره من الأسباب، فالأولى اجتناب عرض الأمر عليه خشية إذلال النفس. فقد روى أحمد والترمذي وابن ماجه عن حذيفة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه.

وعليك بالاستعانة بالله تعالى والبحث عن غير هذا الشاب، فلعله سبحانه وتعالى أن ييسر لك من هو خير منه. هذا مع العلم بأنه لا حرج شرعا في أن تبحث المرأة عن الأزواج بعرض نفسها عليهم مباشرة أو عن طريق صديقاتها، وراجعي الفتوى رقم: 18430

وأما تأنيب الضمير لكل شيء يحدث ولو دق: فغالبا ما يكون سببه الحساسية المفرطة، وعلاجه بالاستعانة بالله أن يذهب ذلك، والصبر ومجاهدة النفس وتكلف احتمال ما قد يحدث. روى الطبراني عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، من يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني