السؤال
إمامنا وخطيبنا في مسجدنا يقرأ دائما دعاء القنوت بعد انتهاء خطبة الجمعة, يعني يقرأ: اللهم اهدنا فيمن هديت..إلي آخره, وقلنا له: لا يجوز أن تقرأ دعاء القنوت في خطبة الجمعة,إلا إذا كان في شهر رمضان أو إذا كانت هناك نازلة, وقال لنا أنتم لا تعرفون شيئا وأنا أعرف ماذا أفعل. هل ما يفعل هذا الخطيب صحيح أفيدونا أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء في آخر خطبة الجمعة مشروع وهو ركن من أركانها عند بعض العلماء، والصحيح أنه مستحب، وليس في الدعاء في خطبة الجمعة شيء معين ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمهما دعا به من خير الدنيا والآخرة فهو حسن.
جاء في الروض مع حاشيته في سنن خطبة الجمعة: وأن يدعو للمسلمين ولا نزاع في ذلك، لفعله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة مستسقيا ولأنه كان إذا خطب أومأ، وأشار بأصبعه عند ذكر الله ودعائه، ولأن الدعاء للمسلمين مسنون في غير خطبة الجمعة، كصلاة الجنازة وغيرها، ففيها أولى، ويدعو لنفسه وللحاضرين بما فيه صلاح الدين والدنيا.
قال ابن القيم: وكان صلى الله عليه وسلم يختم خطبته بالاستغفار. انتهى بتصرف.
والدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما يدعو به في قنوت الوتر دعاء بليغ على وجازة ألفاظه، وقد اشتمل على طلب حصول جملة من المصالح الدينية والدنيوية التي لا غنى للعبد عنها، ولا حرج من الدعاء به في غير قنوت الوتر ومن ذلك أن يدعى به في خطبة الجمعة فإن ذلك مما لا محذور فيه، ولكن لا ينبغي أن يجعل ذلك عادة مستمرة للخطيب لئلا يتوهم الناس أن هذا الدعاء بخصوصه مسنون في خطبة الجمعة والأمر ليس كذلك.
وما ذكرته من أن هذا الدعاء لا يدعى به إلا في شهر رمضان أو في النوازل كلام غير صحيح، وقد اختلطت عليكم المسائل بعضها ببعض، وذلك أن من العلماء من لا يرى مشروعية القنوت في الوتر إلا في رمضان، فلعل هذا هو منشأ وهمكم، وعلى كل حال فلا ينبغي أن تسارعوا بالإنكار دون أن تتثبتوا من صحة ما تريدون قوله.
والله أعلم.