الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تبالغ في الاختيار لئلا تتأخر عن الزواج

السؤال

أنا شاب في مقتبل العمر ، أود أن أطرح عليكم مشكلة آلمتني وأعانى منها كثيراً، وهى بخصوص الزواج واختيار الزوجة الصالحة، فلقد بدأت أولى خطوات هذا المشروع بالبحث الجيد عن الزوجة الصالحة، ولقد رأيت عدة فتيات مصداقا لقول النبى صلى الله عليه وسلم: هل رأيتها فانظر إليها فإن فى أعين الأنصار شيئا" ولكن المعضلة هي أنه كلما أرى فتاة بنية الزواج لا أجد القبول أو الدافع الفطرى العاطفى نحوها، والذى يجعلنى أقبل بها، فى حين أنه إذا صادفت ورأيت فتاة بالمناطق العامة أو الشارع ملتزمة في لباسها وذات جمال مناسب أحس بالاندفاع نحوها وكأني أتمنى أن أعرف عنوانها للتقدم إليها مع يقينى بصعوبة هذا الأمر جدا، حيث إنني لا أعرف عنها أي شيء، فليس من المنطقي أنه كل من رأى فتاة بالشارع وإن كانت ملتزمة مظهريا أن يهرول خلفها ليعرف عنوانها ليخطبها. فما هذا الإحساس هل هي وساوس وتلبيس من إبليس ليثنيني عن الزواج ويظل حالي كذلك أم هي حالة نفسية ، وإذا كانت وساوس من الشيطان كيف التغلب عليها؟ويعلم الله تعالى أنى رجل طبيعى ولا أعانى أية مشاكل نفسية أو بدنية ولله الحمد والمنة.أرجو نصيحتكم الغالية لحل مشكلتي المستعصية حتى تنالوا الثواب من الله في إنسان مسلم يعتمد على الله ثم عليكم. وأنا في انتظار ردكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي وهو يبين معنى هذا الحديث: فإذا خرجت استشرفها. أي زينها في نظر الرجال. انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: النساء أعظم حبائل الشيطان وأوثق مصائده فإذا خرجن نصبهن شبكة يصيد بها الرجال فيغريهم ليوقعهم في الزنا، فأمرن بعدم الخروج حسما لمادة إغوائه وإفساده. انتهى.

فثبت من هذا الحديث أن الشيطان ـ عليه لعنة الله ـ يحسن النساء في أعين الرجال حتى يوقعهم جميعا فيما يغضب الله ويسخطه؛ ولذا فقد أمر المؤمنون والمؤمنات بغض البصر ليسلموا من فتنته قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النــور:30، 31}

من هنا نعلم أن ما يحدث معك من استحسان النساء اللاتي تراهن في الطرقات والشوارع إنما هو من كيد الشيطان ووسوسته بجانب ما جبل عليه الرجال من الميل الفطري إلى النساء، فعليك أن تستعيذ بالله من شره وكيده، وأن تلزم غض البصر.

أما بالنسبة لعدم استحسانك لمن تذهب لخطبتهن فهذا أمر وارد، ولكنا ننصحك بعدم المبالغة في الاختيار لئلا تتأخر عن الزواج الذي هو عصمة للرجل، وباب كبير من أبواب العفة والإحصان.

ولا تعلق قبولك للمرأة على حصول ميل منك لها، بل من الممكن أن تكتفي بعدم وجود ما تنفر منه نفسك مع طول العشرة وكثرة الصحبة والمخالطة الحاصلة بالزواج يتولد الود والألفة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني