السؤال
عراقية مقيمة في أمريكا بسبب الظروف الأمنيه السيئة، الابنة الوحيدة لوالدتي اضطررت لتركها وحيدة لعلمي بالخطر المحدق بزوجي وابني الوحيد 16 سنة، سافرت بموافقتها رغم الوضع الصحي والاجتماعي علما أنها تبلغ 73 عاما، مشت الأمور على ما يرام حتى تعرضت والدتي لجلطة دماغية أفقدتها الجانب الأيمن، ولكونها وحيدة قام الجيران برعايتها حتى عدت من السفر فور سماعي للخبر، أدخلتها المشفى وبقيت معها ثلاثة أشهر حتى استعادت جزءا من عافيتها، ورتبت لها الإقامة مع عائلة ودفعت كافة مصاريف الانتقال للسكن الجديد.. إلخ وعدت لعائلتي لأن بنتي الاثنتين وابني وزوجي بأمس الحاجة إلي وهي المرة الأولى في حياتي أتركهم لوحدهم وفي بلاد الغربة وبمجتمع خطير وغريب علينا وهم بعمر المراهقة، حاولت جاهده أن أوازن ما بين مسؤليتي تجاه أمي وعائلتي أمام الله، إلا أن ما حصل لم يكن بالحسبان فبعد عودتي تراجعت العائله عن موقفها بالانتقال والسكن مع والدتي فبقيت وحيدة عاجزة عن الحركه تقطن بشقه طابق ثان بدون مصعد (سجن إجباري) لا أحد يرعاها يرافقها للحمام يهيئ الطعام يقوم بأعمالها البيتية اليومية، مما اضطرها للقيام بذلك لوحدها بمساعدة المشاية وبما أنها فاقدة للتوازن توالت عليها الوقعات حتى باتت الكدمات والرضوض والتمزقات علامات فارقة على جميع أنحاء جسدها النحيل! ناهيك عن الوحدة والشعور بأنها مقعدة لا أحد يبالي بها حتى ابنتها التي أفنت عمرها وشبابها ترعاها بعد وفاة زوجها مبكراً، أكتب لكم الآن وأنا قلبي يتمزق كل ثانية على الوضع الذي آلت إليه والدتي، وحاولت كثيراً جداً أن أجد حلا آخر عن طريق كل من أعرف في بغداد وبلا جدوى، فلا أحد يمكن أن يقيم معها ويرعاها، تعيش وحيدة إذا تذكرها الجيران فعندها ما يسد جوعها وعطشها وأما فلا، وإذا ما سقطت أرضا عند ذهابها للحمام بقيت على الأرض حتى يأتي صباحا أو ظهراً أحد من الجيران لينتشلها! إني أتمزق ألما وأموت في اليوم ألف موتة إلا أني ليس بيدي حيلة فزوجي يمنعني من العودة مجدداً، وحجته صعوبة تحمله مسؤولية الأولاد ثانية، ويذكرني بخطورة تركهم وإياه لأشهر، وقالها صراحة أنه سيضطر إما للانفصال رسمياً عني لأتفرغ لرعاية والدتي وأترك أولادي، وإما أن أرجعهم معي وأتحمل مسؤوليتهم كاملة! وهذا أمر خطر وصعب على أرض الواقع ماديا اجتماعيا مستقبلهم الدراسي.. إلخ، أعرض عليكم معاناتي بل مأساتي فأنا حقا بين نارين وبحاجة ماسه لفتوى شرعيه تنير لي الطريق بعد أن ضاقت بي السبل علما أني مريضة كل الوقت حزينة أعاني الأمرين، وأني أتمزق وأنا أساعد كل الناس وتاركة أمي غاليتي تعاني وحيدة في الوقت الذي هي بأمس الحاجه لي..{أرجوكم أغيثوني كيف أتصرف ما هو رأي الشرع وما حكمه وسبحان من قائل (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا... إلى آخر الآية) و (الجنة تحت أقدام الأمهات) .. وبذات الوقت عائلتي التي لا أملك بالدنيا غيرهم وأخاف أن تركتهم أفقدهم كل العمر.. الشعور بالتقصير بالذنب يمزقني يقتلني يقودني للجنون للتفكير حتى بالانتحار أستغفر الله, لا أعلم كيف أتصرف أغيثوني أنجدوني ادعوا لي ولوالدتي فليس لي سوى رحمة الله التي يمن بها علي سبحانه وتعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وصل اللهم على سيدنا ونبينا وحبيبنا المصطفى محمد وعلى آله وصحبه وسلم؟