السؤال
لماذا عندما يوسوس لنا الشيطان لا نسمعه بآذاننا بل تكون في صدورنا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشياطين في غالب الأحوال لا يراهم الناس على صورهم الحقيقية ولا يسمعون كلامهم لأنهم من عالم الغيب كما قال تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ {الأعراف: 27}.
وأحيانا يتشكل الشيطان في صورة شخص فيراه الإنسان ويسمع كلامه كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة، وقد ذكر ابن حجر في الفتح عدة قصص في ذلك.
وأما وسوسته في الصدور فليس فيها ما يشكل لأن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا غفل عن الذكر وسوس الشيطان، وإذا ذكر الله عز وجل خنس كما في الاثر المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في مصنف ابن أبي شيبة وتفسير الطبري، ورويت عدة آثار بهذا المعنى ويؤيده قوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ {الناس: 1-6}.
والوسوسة هي ما يلقي الشيطان في القلب من تزيين الباطل والحض عليه أعاذنا الله من شره، فهو يوسوس للقلب لأن القلب هو سيد الأعضاء وبصلاحه تصلح وبفساده تفسد كما في الحديث الصحيح.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني