السؤال
يأتيني دائما وسواس في الصلاة يجبرني على قطعها والصلاة مرة أخرى، أحيانا أصلي صلاة كاملة ثم أرجع أصلي مرة أخرى لشكي في صلاتي السابقة. لكن أقطع صلاتي الجديدة وأعيدها مرة ثانية وثالثة إلى أن أمل من الوسواس فأقطعها مرة أخرى، وأتخذ قرار بأني صليت صلاة كاملة من قبل وهذا يكفي.
فهل هذا صحيح أم أنه بمجرد إعادتي للصلاة أكون قد ألغيتها ويجب إعادتها حتى ولم أكمل صلاتي الجديدة؟
وكيف لي التخلص من هذا الشك الذي يراودني في الصلاة ؟؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا العناء الذي أوقعت فيه نفسك إنما نتج عن استرسالك مع الوسوسة وعدم مجاهدتك نفسك في طرح الوسوسة وعدم الالتفات إليها، والواجب عليك حتى يزول عنك هذا الداء وحتى تتخلصي من هذه الشكوك ألا تسترسلي مع هذه الوساوس، بل عليك أن تعرضي عنها وألا تعيريها أي اهتمام، فإنما هي من الشيطان يريد بها أن يفسد عليك عبادتك، ويحول بينك وبين التقرب إلى الله تعالى.
فعليك أن تقبلي على صلاتك بخشوع وطمأنينة قلب، فإذا سول لك الشيطان أن تقطعيها وأوهمك أنك لم تكبري أو لم تنوي أو لم تقرئي الفاتحة مثلا فلا تلتفتي إلى ذلك وامضي في صلاتك وقولي له بلسان حالك: بلى قد قرأت وكبرت ونويت، فإذا فرغت من صلاتك فحذار أن تستجيبي له حين يأمرك بإعادتها، بل إذا أمرك بإعادتها فقولي له: إني قد صليت ووقعت صلاتي صحيحة والحمد لله وتعوذي بالله من شره.
واعلمي أن هذا القرار الذي تتخذينه بترك إعادة الصلاة والاجتزاء بالصلاة المتقدمة هو القرار الصحيح، ولكنك تتخذينه متأخرا بعدما تكوني قد أتعبت نفسك بإعادة الصلاة أكثر من مرة.
واعلمي أيضا أنه لا يلزمك المضي في الصلاة المعادة لأنك قد صليت الفريضة والحمد لله فلا تلزمك الفريضة مرة أخرى، وعليك أن تصلي الصلاة مرة واحدة فلا تقطعيها بعد الشروع فيها مستجيبة لما يعرض لك من الوساوس، ثم إذا فرغت منها فلا تفكري في إعادتها، وبهذا تستريحين من العناء ويطمئن قلبك وينشرح صدرك بالعبادة.
والله أعلم.