السؤال
تقدم شاب لخطبة ابنتي وهو على خلق ودين، ورفضته بسبب أن جسمه صغير مقارنة بجسم ابنتي، فأنا خائفة على ابنتي من كلام الناس، ومن أن يسبب لها ذلك مشكلة نفسية بعد الزواج، كما أني أرى أنه بذلك لا يكون الزواج متكافئا، ولكن هي ترغب في الزواج منه ومتمسكة به. أعلم أن دوري هو النصح فقط فهل إذا رفضت هذا الشاب يكون علي ذنب؟ فأنا أم ولا أريد متاعب لابنتي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك رفض زواج ابنتك من هذا الرجل لمجرد هذا السبب المذكور، إذ أن صغر الجسم وكبره مما لا أثر له في أمر الكفاءة، وإنما تعتبر الكفاءة بالخلق والدين على الراجح من كلام أهل العلم، فالرجل المسلم المرضي دينه وخلقه يتزوج بأي امرأة مسلمة بغض النظر عن جسمها ونسبها كما بيناه في الفتوى رقم: 998.
ولكن مع ترجيح القول باعتبار الكفاءة بالخلق والدين فلا حرج على الأولياء أن يراعوا أمورا أخرى دنيوية في تكافؤ الزوجين كنظرهم إلى المستوى التعليمي والثقافي والمادي ونحو ذلك مما يكون له دور كبير في خلق جو من التفاهم بين الزوجين، وقيام كل منهما بواجبه تجاه الآخر الأمر الذي يدعو إلى تقوية الرابطة الزوجية واستمرارها.
وعليه، فلا مانع أن تنصحي لابنتك بخصوص هذا الأمر، فإن أصرت على الزواج به فلا يجوز لك منعها منه مادام صاحب خلق ودين، ونذكرك بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. رواه مسلم وغيره وفي رواية: إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
وتراجع الفتوى رقم: 133849.
والله أعلم.