الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحاسب الإنسان على مجرد الخواطر

السؤال

إذا تسخطت وتعصبت من شيء جداً، وكنت غير راض عن ربي هل أتوب أم أغتسل؛ لأنه قد يكون كفرت، وأحيانا أشعر باتهام الله بالظلم داخل قلبي ولا أتفوه بذلك لأني موسوس، فأقول إني سأخلد في النار وغيري يمشي مع البنات ويدخل الجنة من المسلمين، فهل اغتسل أم لا أرجو الرد على كل الأسئلة بالتفصيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الناس يتفاوتون في مقابلتهم للأقدار المؤلمة على مراتب: قال ابن القيم رحمه الله: فإذا وردت عليهم أقداره التي تصيبهم بغير اختيارهم قابلوها بمقتضاها من العبودية وهم فيها على مراتب ثلاثة: إحداها: الرضا عنه فيها والمزيد من حبه والشوق إليه، وهذا نشأ من مشاهدتهم للطفه فيها وبره وإحسانه العاجل والآجل، ومن مشاهدتهم حكمته فيها ونصبها سبباً لمصالحهم وشوقهم بها حبه ورضوانه ولهم من ذلك مشاهد آخر لا تسعها العبارة وهي فتح من الله على العبد لا يبلغه علمه ولا عمله. المرتبة الثانية: شكره عليها كشكره على النعم وهذا فوق الرضا عنه بها ومنه ينتقل إلى هذه المرتبة فهذه مرتبتان لأهل هذا الشأن.

والثالثة للمقتصدين وهي مرتبة الصبر التي إذا نزل منها نزل إلى نقصان الإيمان وفواته من التسخط والتشكي واستبطاء الفرج واليأس من الروح والجزع الذي لا يفيد إلا فوات الأجر وتضاعف المصيبة. طريق الهجرتين.

ومن ذلك يتضح أنك آثم على تسخط هذا.. والواجب عليك التوبة من هذا والتزام الصبر الجميل، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 23586.

وأعلم أنك لا تحاسب بمجرد الخواطر التي تجول بداخلك من تسخط أو غيره ما لم يستقر في قلبك وينعقد عليها لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ماحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه. فما دام قلبك لم ينعقد على اعتقاد الظلم في الله ولم تعمل بمقتضى هذا فلا تأثم به، فضلاً عن أن تكون كافراً مخلداً في النار، وعلى ذلك فلا يلزم غسل ولا غيره... وقد يكون شعورك هذا بسبب الوسواس، فننصحك بالاستعاذة منه والإعراض عنه، وراجع بشأن التخلص من الوساوس الفتوى رقم: 132309 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني