السؤال
إن التقرب إلى غير الله بأي نوع من العبادة واعتقاد أنه يجلب نفعاً أو يدفع ضرا هو شرك أكبر مخرج من الملة، ولكن بعضهم يقول أنا لا أتقرب إليه بالعبادة ولا أعتقد أنها تنفع أو تضر بذاتها وإنما أتقرب إلى الله وأتوسل إليه بأن أجعل هذا سببا (وهو ليس بسبب) فهذا رأيت فيه أقوالاً أرجو توضيحها لكشف اللبس
واعذرني على الإطالة، وللعلماء في هذا قولان:
1- منهم من قال إنه شرك أكبر مخرج من الملة كالشيخ ابن باز رحمه الله، وقد عرضت المسألة على شيخي وهو من تلاميذ الشيخ ابن باز رحمه الله، فقال لي إنه جاء بقول للشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد قرأته بنفسي بمعنى قول الشيخ (وأنا لا نعتقد بشرك من تقرب إلى الله بمثل هذه الأفعال وأن من قال هذا جاهل) أو بمعنى قوله، ولما عرض المسألة على الشيخ ابن باز قال في اليوم التالي إن المسألة محل خلاف بين العلماء منهم من قال بأنه يخرج من الملة ومنهم من قال لا يخرج ثم راجع قوله (أي الشيخ ابن باز رحمه الله وأجزل له المثوبة والفضل) في اليوم الثالث وقال إنه يخرج من الملة ولم يأخذ بقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب
2- منهم من قال لا يخرج من الملة وإنما لا يتجاوز أن يكون شركاً أصغر وإلى هذا قال بعض شيوخي.
3منهم من قال لا نقول بذلك وليس من شأننا أن نكفر فلانا أو لا وإنما ندعو إلى الله تعالى ونترك أمرهم إلى الله، فإن تبين لنا أنهم على صريح الشرك الأكبر حكمنا بشركهم وإن لم يتبين لنا ذلك فنتجنب قدر الإمكان أن نحكم على الأعيان وإنما يقال له ما معنى قوله (أترضى بأن تكون في محل خلاف بين الفقهاء وفي مسائل الاعتقاد بالأخص)، وكذلك فإن الله لم يفرض علينا أن نحكم على الأعيان بشرك أو كفر ونجعله همنا وإنا نتقرب إلى الله تعالى بما فرض علينا، وهذا ما أميل إليه
ولكن سؤالي: ما العلل التي حملت على اختلاف هذه الأقوال لكل قول أي الأول والثاني ومن قال بكل قول من العلماء وعلى أي منهما الإجماع؟ ومحل سؤالي بجعل أسباب لم يجعلها الشارع أسبابا واتخاذها قربة إلى الله كمن يمس الحجر الأسود أو القبور ويقول أنا أعلم أنه لا ينفع ولا يضر ولكن قربة إلى الله تعالى وكذلك نحو من تعلق التمائم .... إلخ؟