الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي هو: في كثير من الأحيان أقوم لصلاة الفجر متأخرا قبل شروق الشمس بعشر دقائق تقريبا بحسب أدق التقاويم وأحسنها، ونظرا لأني أعاني من الوسواس في الوضوء أتوضأ لمدة ربع ساعة، وبالتالي أنتهى من الوضوء وقد خرج وقت صلاة الفجر. سؤالي: هل تضييع الصلاة وأداؤها بعد خروج وقتها بسبب الوسواس يعتبر شركا أكبر مخرجا من الملة؟ وذلك بحسب تعريف العلماء للبدعة الشركية المخرجة عن الملة، حيث ليس كل الوسواس في الوضوء هو وسواس قهري، بل جزء بسيط منه فقط وسواس قهري، والأغلب وسواس عادي يمكن التغلب عليه بالعلم الشرعي والإرادة القوية بعدم الاستجابة للوسواس، ولكنني أسوف كثيرا في سؤال العلماء فيما أشكل علي، ولا أعطي للموضوع حقه من الخوف والحل السريع لهذا الموضوع، وهكذا تمضي الأيام وتضيع مني صلاة الفجر ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع. فهل أنا ما زلت على ملة الإسلام أم قد أشركت شركا أكبر؟ أرجو الإجابة على سؤالي فأنا في حيرة من أمري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به أولا هو الحرص على الاستيقاظ مبكرا في وقت يمكنك من إدراك صلاة الجماعة في المسجد؛ لئلا يفوتك فضلها العظيم، كما يجب عليك الأخذ بالأسباب التي تمكنك من الاستيقاظ في وقت تستطيع معه إدراك الصلاة في وقتها، إذا كنت تعلم أنك تستغرق هذا الوقت في الوضوء، ويكون ذلك بضبط منبه أو توكيل من يوقظك في وقت لا تفوتك معه الصلاة، وانظر الفتوى رقم: 119406.

وأما كونك على ملة الإسلام فإنك بحمد الله لم تزل مسلما، وليس ما ذكرته داخلا في حد البدعة الشركية، كما عرفها العلماء، ولكننا نخشى أن يلحقك إثم ترك الصلاة عمدا بسبب تقصيرك في الأخذ بأسباب الاستيقاظ في وقت الصلاة، ومن هذه الأسباب تقصيرك في علاج ما بك من الوسوسة.

وإثم ترك الصلاة إثم عظيم بل هو أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وراجع للفائدة والتفصيل الفتوى رقم: 130853، والواجب عليك أيها الأخ الكريم أن تجتهد في علاج ما بك من الوسواس وأن تسعى جاهدا في التخلص منه كيلا يوقعك في هذا الحرج، ويعرضك لما يسخط ربك تعالى، وعلاج الوسواس يكون بالإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، فإن الاسترسال مع الوساوس من أكبر أسباب الشر والعناء. وراجع الفتوى رقم: 51601، ولا بأس في أن تراجع في ذلك الأطباء امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا. نسأل الله لك ولجميع المبتلين بهذا الداء السلامة والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني