الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموسيقى في بداية البرامج الدينية

السؤال

هل من يشاهد البرامج الدينية التي تحتوي تتراتها ـ بدايتها ونهايتهاـ على معازف يكون بذلك فعل ذنبا مثل شرب الخمر ولبس الحرير؟ وهل يبيع التلفاز كفارة لذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن استماع الموسيقى حرام، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 6110، واستماع الموسيقى مع كونه حراماً إلا أنه ليس من كبائر الذنوب، ولا يسوَّى بشرب الخمر ولبس الحرير، لكن على المسلم أن يحذر من انتهاك محارم الله ـ سواء كانت من الكبائر أم من الصغائرـ فيكفي في قبح المعصية أن الله تعالى يكرهها ويكره فاعلها، قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور:63}. وقد قال بعض السلف: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. وقال ابن مسعود: المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن المنافق يرى ذنوبه كذباب مر بأنفه فقال به هكذا - أي هشه وأزاحه بيده.

وإن كنت محتاجاً للانتفاع بذلك البرنامج، فإن بإمانك أن تتحاشى الاستماع لمقدمته الموسيقية عن طريق إلغاء الصوت حتى تنتهي، واعلم ـ أيها السائل الكريم ـ أن المعاصي ـ وإن عظمت ـ تكفرها التوبة النصوح، وانظر شروطها في الفتوى رقم: 5450، وليس من شروط التوبة بيع التلفاز، ولكن يعقد العزم على أن لا يستخدمه في الحرام، وانظر حكم اقتناء ومشاهدة التلفاز عموماً في الفتوى رقم: 1886.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني