الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هناك مواضيع في بعض المنتديات الأخرى، وهو كم تبلغ مساحة الجنة؟ فرأيت الإجابات، ولكن هنالك تناقض في بعض الأمور لو تكرمتم بشرح هذا الأمر مع الأدلة إن وجدت؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الجنة وغيرها من الأمور الغيبية التي لا تدرك حقيقتها إلا عن طريق نصوص الوحي، لا ينبغي التكلف بالخوض فيها بغير علم، فالله تعالى قد ذكر عرض الجنة بقوله تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. {آل عمران:133}. وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لأهل بدر: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض.

وهذه النصوص قد استفاد السلف منها فنشطوا للعمل الصالح كما عمل عمير بن الحمام حيث عجل في أكل تمراته ثم دخل ميدان الجهاد ولم يتكلفوا في علم مساحة الجنة، فالنص في القرآن والسنة ذكر عرضها ولم يذكر طولها، ولا سبيل للعلم بطولها إلا عن طريق نصوص الوحي، وإذا لم يعلم الطول والعرض معاً فيصعب العلم بالمساحة، مع أن عرض السماوات والأرض غير معلوم لنا أيضاً حتى نبني عليه علماً بمساحة الجنة.

وبناء عليه فينبغي استخدام طاقتنا وذكائنا في مدارسة وفي تعلم العلوم الشرعية الكثيرة المنصوص عليها المتعبد بالاشتغال بها، وكثير منا يجهل ما افترض عليه تعلمه منها، ولا ينبغي التكلف فيما يصعب علمه مع إغفال الضروري من العلوم وإغفال تنشيط هم العباد للمسارعة والمسابقة إلى الطاعات الذي أمر به الشارع وشوق إلى الجنة بسببه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني