السؤال
أنا فتاة مغربية عمري 18 سنة أعيش في بلاد الغرب ، مؤخرا أصبحت أعاني حالة نفسية متدهورة جدا، حيث إنني أصبحت أكره نفسي وكل من حولي، فقدت الرغبة في الحياة ، لم أعد أتمتع بالحياة كما كنت سابقا عندما كنت أعيش في المغرب ، كما أنني لم أستطع أن أزور هذا الأخير منذ 3 سنوات تقريبا، كما أنني أحس بالتعب التام، رغم أنني لا أقوم بأي مجهود جبار يدعو للتعب، وعندما يطلب مني أحد من أهلي أن أسدي له خدمة أصرخ في وجهه، لأنني لا أستطيع أن أخدم أحدا حيث إنني دائما متعبة.
فقدت السعادة بكل ما للكلمة من معنى، وخصوصا في السنتين الأخيرتين وأنا في بلاد المهجر طبعا، أصبحت أمضي معظم وقتي وأنا حزينة، أمضي معظم الوقت في البكاء، أحس أن هذا البكاء يريحني نوعا ما.
أتمنى الموت وأنتظره صباحا ومساء لكن طال انتظاري، أردت أن أعجل به بمعنى حاولت الانتحار، لكنني خفت عذاب الله، مللت هذه الدنيا لم أر منها إلا الحزن والتعاسة وأنا في عز شبابي ، وعمري 18 سنة، إذا كان هذا حالي وأنا في هذا السن وأنا أعيش مع والدي، فكيف سيكون حالي عندما يكون عمري 30 سنة وأكون مسئولة عن بيت وأبناء؟ لطالما سألت نفسي هذا السؤال ولكنني لم أجد له جوابا كما أنني أخاف أن أتزوج، ولا أريد أن أتزوج مهما حييت لهذا السبب لا لغيره.
كنت قد بدأت أكتب قصصا قصيرة وكنت أستمتع كثيرا بكتابتها، ولكنني منذ مدة طويلة لم تزدني تلك القصص إلا حزنا ومللا، بدأت أكرهها ، أكره أن أكتب قصصا،كرهت كل القصص التي كتبتها، مزقتها جميعا،انتهيت من كتابتها منذ مدة طويلة.
بدأت بحفظ كتاب الله وحفظت 28 آية فقط من سورة البقرة، وتخليت عن الحفظ، لأنني أصبت بالإحباط، فقلت مع نفسي أنا لم أحفظ إلا 28 آية فكيف لي أن أحفظ 60 حزبا كاملة؟ أصبت بالإحباط، أشعر بالملل واليأس الدائم، فقدت الأمل في هذه الحياة، حيث كان أملي في هذه الحياة أن أصبح طبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة، وطبعا كنت أعمل جادة في أن أحقق حلمي هذا، وكنت متفوقة جدا على باقي التلاميذ رغم أنني واجهت مشكلة مع اللغة الاسبانيةـ علما أنني أعيش في إسبانيا ـ إلا أنني حاولت أن أتخطى كل شيء في سبيل تحقيق أمنيتي، ففي هذه السنة كنت متفوقة جدا في دراستي ولكن و في الدورة الثانية بدأ تلاميذ قسمي بالإساءة لي بدون سبب، أنا صاحبة الاستشارة التي عنوانها: لا أسيء إليهم ويسيئون إليّ: معاناة فتاة تدرس في بلاد الغرب ورقمها:431861، المهم أنني أنا لم أسئ إليهم أبدا وكما نصحتموني في استشارتي تلك ـ جزاكم الله عني خير الجزاء ـ صبرت على كل شيء ولكن ذلك انعكس سلبا على حياتي ونفسيتي، حيث إنني أخفقت في دراستي، ولم أعد أحصل على علامات ممتازة كما كنت في السابق، بل أصبحت إنسانة فاشلة بمعنى الكلمة، وبعد عناء طويل وتدخل أستاذي في الأمر لم يعاودوا الإساءة إلي ـ والحمد لله ـ ولكن المشكلة هي أنني لم أستطع أن أسترجع نشاطي السابق، علما أنني أدرس السنة الأولى باكالوريا والمستقبل بين يدي ـ بإذن الله ـ فبماذا تنصحوني حتى أستعيد قوتي ونشاطي؟.
أنا لا أستطيع أن أبحث لي عن صديقات، وخصوصا بعد أن صدمت في أفضل صديقة عرفتها وائتمنتها على أسراري، بعد صداقة دامت سنوات عديدة تركتني صديقتي هذه ـ وهي ابنة خالتي ـ بعد أن تزوجت ولم أكن أتصور أن تنهي صداقتنا بهذه السرعة ولكنها وجدت الأفضل ـ زوجها ـ فهي لم تعد محتاجة لي وأنا لم أكن أظن أن الزواج قد يغير إنسانا عن أفضل أصدقائه، صدمت صدمة قوية جدا،و بعدها أحسست أنني أغبى إنسانة على وجه الأرض، أنا التي لم أتخطى أي خطوة نحو الأمام ، أنا الفاشلة التي أخفق في علاقاتي مع الناس وكل ما قلته جعلني لا أثق في أحد ، ولا أبحث عن صديقات أو أصدقاء جدد، لأنني أخشى أنه بعد مدة طويلة من صداقتي مع أحد يتركني وحيدة وينسى كل ما بيننا كما فعلت بي ابنة خالتي، لأنني إنسانة حساسة جدا وأنا دائما أصدم بحقيقة الناس، لأنني أعيش حالة مزرية مع أهلي حيث إنه لا يمر يوم ولا أتخاصم فيه مع إخوتي، حيث إنهم دائما يستهزؤون بي، ويرون في إنسانة غبية جدا، كما إنهم دائما يحاولون أن يحرجوني بأن يقولوا لي فلانة أفضل منك، لأنها.... أما أنت؟ هذا الكلام وغيره هو ما يسمعونني كل يوم ، طبعا له تأثير سلبي عظيم على نفسيتي، أما مشاكلي مع والدي فهي أكثر، حيث إنهم لا يهتمون بي كما يهتمون بأخواتي واللائي عمرهن 3 سنوات، قد تقولون إنني أبالغ نوعا ما، ولكنهما فقط يوفران لي الماديات وينسون المعنويات، وهي ما أحتاج فأنا لا أحتاج إلى حنانهما ، أريد من والدي أن يحنوا علي ويخافا علي كما يقول جميع الشباب، قد تقولون إنه في مثل سني لا أحتاج إلى الحنان، ولكن لا ، أنا أحتاج إليه بشدة وخصوصا وأنني أعيش حالة نفسية متدهورة جدا ولكنهما يظنان أنهما يوفران لي الماديات فهي كل شيء.ساعدوني أرجوكم؟.