السؤال
أحد الشباب لا يصلي ويسرق، ويريد أن يتوب. هل يقبل الله توبته ويغفر ذنوبه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما من ذنب وإن عظم يتوب صاحبه منه توبة نصوحاً إلا تاب الله تعالى عليه وغفر له؛ فضلاً منه ورحمة وجوداً. قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ.{الزمر: 52، 54}
وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. أخرجه مسلم عن أبي موسى.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وحسنه. الغرغرة: بلوغ الروح الحلقوم.
والتوبة المقبولة لها شروط سبق بيانها في الفتوى رقم: 29785.
وبالنسبة للصلاة، فإن العلماء مختلفون في وجوب قضاء ما تركه الإنسان منها عمدا، والجمهور على وجوبه وهو أحوط كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 12700، 512.
ويشترط في قبول توبة السارق أن يرد المسروقات إلى أصحابها، فإن عجز عن معرفة أصحابها فليتصدق بتلك المسروقات ـإن كانت موجودة - وإن كانت غير موجودة فليتصدق بقيمتها. على أنه متى ما وجد أصحابها خيرهم بين أن يرد عليهم مثل ما أخذ منهم أو قيمته وبين أن يقبلوها صدقة عنهم. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 3051. وانظر أيضا الفتوى رقم: 40782 .
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني