الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على الظالم والصبر على ظلمه والعفو عنه

السؤال

أود شكركم على المجهودات المبذولة لخدمة الإسلام والمسلمين، جزاكم الله كل خير،أما عن سؤالي فهو التالي. لحق بي أذى من أناس كنت أحسن إليهم وأكرمهم، وآثرتهم على نفسي في كثير من الأحيان،و كل ما أساؤوا لي أو لعائلتي كنت أغفر وألتمس لهم الأعذار، بعد مرور سنوات عديدة أستيقظ على حقيقة أكبر مما كنت أتصورها، أذاهم تعدوا حدود المعقول، أو بالأحرى لم أستطع تصديق ما حصل مع من أحسنت إليهم سحروني وأي سحر، افتضح أمرهم بعد كل هاته السنين، المهم الحقيقة لا أنوي أن أغفر لهم و في كل مرة أردد حسبي الله ونعم الوكيل، أحيانا أدعوا عليهم، فهل بهذا (الدعاء)يعد عدم صبر على أمر الله، و هل بعدم الغفران لهم(لم يطلبوا ذلك رغم اعترافهم)، ينقص من أجر الصبر عل المصيبة،هناك من نصحني بعد الدعاء عليهم،و لكننني أفعل ذلك من باب أنهم أعداء الله(مشعوذون)، و جزاكم الله كل الخير ووفقكم إلى ما فيه الخير في الدنيا و الآخرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدعاء على الظالم لا حرج فيه، فقد دعا نوح وموسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم على الكفار، وقد دعا سعد وسعيد رضي الله عنهما على من ظلمهما كما في الصحيح، والظاهر والله أعلم أنه لا يستوي في الأجر من عفا وصبر وكظم وغفر مع من لم يعف ودعا على الظالم.

لأن الدعاء على الظالم يعتبر من الاقتصاص المباح، ولا شك أن الصبر والعفو عنه أفضل فقد قال تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ { الشورى:40}

فأباح في الآية الأولى المجازاة للظالم المسيء بالمثل، ورغب في العفو والصبر بعد ذلك. ويروى عن الإمام أحمد أنه قال: الدعاء قصاص، فمن دعا فما صبر. كذا في مطالب أولي النهي للشيخ مصطفى الرحبياني. وقد ذكر بعض أهل العلم أن الأفضل عدم الدعاء على الظالم إن لم يكن ظلمه عاما، وأما إذا عم ظلمه فالأفضل الدعاء عليه ليكف الله بأسه عن الأمة.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54408، 20322، 118283، 119271.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني