الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

(جمعة مباركة) بين البدعية وعدمها

السؤال

إخوتي في الله. لا أعلم لماذا إذا قلنا لإخواننا:جمعه مباركة. يفتى بأنها محدثه! وإذا قلنا: زمزم. أوحرما. يفتى أنها بدعة وردة- رقم القتوى -10514- والسبب أنها لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم، إخوتي لكل زمان دولة ورجال، فنحن الشباب لا نريد أن نحدث بالدين والمسألة هي التقرب والود مع إخواننا والدعاء لهم مستخدمين كلمات من حياتنا اليومية كما كان الصحابة يفعلون، فنحن لا نغير في عقيدة أو فقه لا قدر الله. هل يجب دعاء الله باللغة العربيه الفصحى مثلا؟ هو الأفضل على الأكيد وأحسنه باستخدام الأدعيه المأثورة، لكن لا حرج بأن ندعو الله الذي لا تتشابه عليه اللغات بأي لغه أو لهجة. والسؤال: لماذا لا يعتبر قول الصحابة -واعتذر هنا- كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل منا ومنك. مقتبس من الفتوى رقم 19781. لا قدر الله إحداثا؟ فبحسب علمي أنه لم يرد عن النبي هذا القول نصا، بل استخدم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين واقتبسوا أقوالهم إما عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو ببساطة من طبيعتهم وعلاقاتهم الاجتماعية دون تكلف أو حرج، والنية هنا بحتة الدعاء حبا وكرامه وتقربا وودا.
اعذروني لكني من محبتي بديني وإخواني وعدم الشق عليهم كتبت لكم هذا غير مشكك ولا رافض، بل بإذن الله مقبل ومتقبل ومقتد بديني ورسولي وأصحاب العلم، وأرجو منكم تقبل كلماتي بصدر رحب لأني بإذن الله غير مغرض والله من وراء القصد.
بارك الله فيكم وعليكم ونفع بكم وهداكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في عدة فتاوى سابقة أن الالتزام بالعبارات المحدثة يعتبر بدعة، إذا كان على وجه التعبد واعتقاد السنية، وأما إذا لم تحصل المداومة والالتزام بهذا على وجه التعبد فإنه لا يبدع به، ثم إن الصحابة رضوان الله عليهم إذا عملوا بعمل وشاع فيهم ولم ينكره أحد منهم فإنه يعتبر حجة ولا يشترط فيه أن يكون مروياً عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هذا ويتعين على المسلم أن يتنبه لخطر الإبتداع وأن يحرص على اتباع السنة وتعلمها والتمسك بها والدعوة إليها ونبذ ما سواها، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 58754، 10514، 80288.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني