الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ضيَّع حق الله في الصلاة وحقَّ أمه في البر فهو لما سواهما أضيع

السؤال

عندي سؤال يخص العلاقات الاجتماعية والزواج, زوجي على معاص لم يتب منها, وإن كان تائبا الله العالم, من هذه المعاصي: قاطع صلة الرحم بأمه, وأهله, و أنه لا يصلي منذ زمن وكان هو سببا في ابتعادي عن الصلاة وفعل المعاصي. والحمد لله الذي هداني وأصلحت عملي، وبدأت أرى كل شيء مختلف والأشياء الخطأ التي يرتكبها. استغفرت ربي لمعاص فعلتها لجهلي فيها, ومنها ما كانت أكبر معصية أسأل الله أن يغفر لي و يتوب علي, هو الجماع في الدبر, وأنا فعلا كنت جاهلة في هذا الأمر وحكمه,هو اكبر مني بالعمر اتبعته في شهواته لثقتي فيه وظني أنه يريد مصلحتي وكونه زوجي. بعد ذلك كنت دائما أتصفح الانترنت لأعرف حكم هذه المعصية وبعدها أعلنت توبتي لله وواجهت زوجي بها وأنكر لحد علمه أنه لا يعلم حكمه وكل ما يعرفه هو أنه إذا كان الاثنان موافقين في فعل هذا المعاصي فلا مانع! لم أصدق تبريراته. سألته أن يتوب و يصلي لله و يستغفر و يصل رحمه و يبر والدته و يترك مشاهدة الأفلام الخليعة.. هو يتمادى في الصلاة حيث إنه لا يصلي, و لا يصل رحمه ويزور والدته وهو يربط سبب عدم زيارته لرضاي وذلك لمواقف حصلت في السابق بينه وبين أمه بسببي! وهي لا تحبني ويا شيخ الله شاهد على ما أقول إني رغم كل ما حدث بيني و بينهم لم أطلب قط أن يبتعد عن أهله وبل أذكره بزيارتهم والتواصل معهم, ولم أقصد يوما في كلام أو فعل أن يقطع صلة رحمه كما أني أحب الزيارات العائلية، وهذا ما نشأت عليه في أداء صلة الرحم ورضا الوالدين شيء أساسي من العبادات. يا شيخ أنا أريد أن أفعل ما يرضي الله, ولا أريد معصية ربي في أي شكل من الأشكال. وأريد التوبة الخالصة لله سبحانه وتعالى وابتداء حياة مسالمة وبعيدا عن المشاكل. أنا عندي ولد منه وعمري 28 سنه! و أنا من خمس سنوات معه. علما بأنه لا يعطيني حقي في المعاشرة الزوجية و لا النفقة ذلك لأني أعمل و أساعده في مصاريف المنزل و أصرف من راتبي على دراسة ابني ومصاريفنا الشخصية وهو يتحمل نفقة الإيجار ومصاريفه الشخصية ونفقات المنزل! وهو إنسان كثير النوم وللعلم اكتشفت مؤخرا أنه يتحدث مع نساء أخريات عن طريق الهاتف, ولا أريد أن أغتاب أحدا لأني إلى الآن لم أعرف صراحة علاقته معهن في بلاد مختلفة ومنهن في نفس البلد. وأريد أن عرف حكم الشرع في هذه العشرة وهل يجوز أن أكون في ذمته بعد أن أوضحت له المعاصي التي يعملها وهو لا يزال يفعلها. هو توقف عن طلب الدبر لكن يذكر هذه الأمور ويشتهيها بالكلام في أوقات الجماع!؟ أو يحق لي طلب الطلاق شرعا إن أردته والابتعاد عنه وأربي ابني التربيه الصالحة؟؟ ساعدوني. أريد أن أرتاح من التفكير .. هذ الموضوع شاغلني منذ أكثر 3 شهور وأريد أن أعرف الحكم في هذه الأمور واستشارة أهل العلم. الرجاء إفادتي في أقرب وقت ممكن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرت أيتها السائلة من حال زوجك ما ذكرت وعدّدت من فعله للكبائر الموبقات وأعظمها تركه للصلاة وهجره لأمه، وذكرت أنك قد استفرغت الوسع في نصحه لكنه مصرٌّ على معاصيه.

والذي ننصحك به هو أن تبذلي محاولة أخيرة لاستصلاحه ورده عن باطله وغيه، فإن لم يستجب لك في ذلك فالأولى هو أن تطلبي منه الطلاق إذ لا خير في البقاء مع رجل تارك للصلاة قاطع لأمه، ومن ضيَّع حق الله في الصلاة وحقَّ أمه في البر والصلة، فلا يتوقع منه إلا الشر والسوء إلا أن يتوب الله عليه، وقد يجرّك حال البقاء معه إلى الوقوع في معصية الله كما حدث لك من قبل.

مع التنبيه على أنه لا يلزمك شيء لا من نفقة البيت ولا من نفقة الولد، بل ولا نفقتك الشخصية، فكل ذلك يلزم به الزوج وحده. وراجعي الفتوى رقم: 20430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني