الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لعلاج التسرع في التلفظ بالطلاق

السؤال

قمت بطلاق زوجتي طلقتين، وتم تسجيلهم هذا في بداية الحياة الزوجية، فأنا رجل أعصب بسرعة وأرضى بسرعة، وأخاف أن ألفظ الطلاق الثالث وتنتهي الأمور. ماذا علي أن أفعله فأسرتي مهددة بالانهيار من تسرعي. ودائما الطلاق على رأس لساني.
أرجوكم أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن تعلم – أيها السائل - أن التسرع في ألفاظ الطلاق أمر خطير، لما له من عواقب سلبية على الرجل وأولاده وأسرته جميعا، ولهذا كان الطلاق أبغض الحلال إلى الله.

فعلى المسلم ألا يعود لسانه ألفاظ الطلاق حتى يظل في سعة من أمره، هذا من حيث العموم.

أما بخصوص ما تسأل عنه فإنا نوصيك بمعالجة ما تعاني منه من أمر الغضب، فإن الغضب داء وبيل يذهب بدين المرء ومروءته ودنياه. وقد ورد في التحذير من الغضب ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه :أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب. فردد مرارا، قال: لا تغضب. وفي رواية أحمد وابن ‏حبان: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر ‏كله .
قال ابن التين :
جمع صلى الله عليه وسلم في قوله لا تغضب خير الدنيا والآخرة، ‏لأن الغضب يؤول إلى التقاطع، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوبَ عليه فينتقص ذلك من ‏دينه. اهـ

وهنالك وسائل لعلاج الغضب سبق ذكرها بالفتوى رقم: 8038 .

ثم – بعد هذا - عليك أن تذكر نفسك إذا ما دعتك للطلاق أن هذه هي الفرصة الأخيرة، وبعدها ستحرم عليك زوجتك، وهذا فيه ما فيه من المفاسد التي ستلحق بك وبولدك حال الفراق وتشتت الأسرة فلعل هذا يكون زاجرا لك عن الإقدام عليه.

ويمكنك أن تعرض نفسك على طبيب نفسي مسلم متدين، فأحيانا ما يكون هناك أسباب مرضية أو اختلالات هرمونية وراء هذه الانفعالات الشديدة، وقد جربت الأدوية الكيميائية في علاج ذلك فكان لها أثر كبير بفضل الله وتوفيقه.

ثم نوصيك بكثرة ذكر الله والإلحاح عليه في الدعاء أن يصرف عنك السوء والشر، وأن يقيك شرور نفسك وسيئات عملك، وأن يذهب عنك كيد الشيطان.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني