السؤال
لي صديق تشاجر مع مدير له وأصبحوا لا يتكلمون، وهذا المدير يصلي بنا إماما أحيانا، فأصبح صديقي لايصلي طالما هذا المدير إمام للصلاة ويكتفي بالصلاة وحده ويترك صلاة الجماعة. ما حكم الدين في ذلك؟
لي صديق تشاجر مع مدير له وأصبحوا لا يتكلمون، وهذا المدير يصلي بنا إماما أحيانا، فأصبح صديقي لايصلي طالما هذا المدير إمام للصلاة ويكتفي بالصلاة وحده ويترك صلاة الجماعة. ما حكم الدين في ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فههنا أمران مهمان لا بد من التنبيه عليهما:
أما الأول: فهو أن صلاة الجماعة فرض عينٍ في أصح أقوال العلماء ولا يجوز تركها إلا لعذر, وقد بينّا ذلك في فتاوى كثيرة وانظر الفتوى رقم : 38639 .
وليس من الأعذار المبيحة لترك الجماعة كون المأموم على خلاف مع الإمام, وبهذا تعلم أن صديقك آثم فيما يفعله من تعمد ترك الجماعة بغير عذر, والاقتصار على الصلاة بمفرده, وعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويحرص على صلاة الجماعة.
ثانيا: لا يجوز لصديقك ولا للمدير أن يتهاجرا ويترك أحدهما تكليم الآخر, فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث, يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا, وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
ووجود الشحناء والتباغض بين المسلمين من أعظم ما يفسد دينهم, فضلا عن تشويشه للقلب, وتكديره صفو الحياة, فعليهما أن يتوبا إلى الله ويتواصلا ولا يتقاطعا, ويكلم كلاً منهما صاحبه, وعليهما أن يتجاوزا ما بينهما من خلافات, طاعة لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة إذا كان كلاهما محافظين على الصلاة, فأولى بهما ثم أولى أن يتركا التشاحن وأن يجعلا نظرهما وفكرهما فيما يرضي الله ويقرب إليه, وأما هذه الدنيا فلا تستحق أن تفرق بين اثنين من المسلمين, وعليكم أن تجتهدوا في الصلح بينهما.
فقد قال الله عز وجل: والصلح خير.{النساء:128}. وقال تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس. {النساء, 114} ولكم المثوبة العظيمة إن شاء الله إن سعيتم في ذلك, نسأل الله أن يهدينا وإخواننا سواء السبيل,
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني