السؤال
أحاول حفظ القرآن، وفي فترات أحس بإحباط، وأني لن أستطيع حفظه.
هل معنى ذلك أن الله غاضب منى؟
وشكرا لكم .
أحاول حفظ القرآن، وفي فترات أحس بإحباط، وأني لن أستطيع حفظه.
هل معنى ذلك أن الله غاضب منى؟
وشكرا لكم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحفظ القرآن كاملا من أجلِّ النعم وأعظم الفضائل، إلا إنه ليس بفرض على كل أحد، كما سبق بيانه في الفتويين: 7693 ، 25499.
فليس عدم التوفيق لحفظه كاملا كعدم التوفيق للفرائض والواجبات في الدلالة على الخذلان والخسران، فضلا عن حلول غضب الله تعالى، ولكن في الوقت نفسه ربما يدل التفريط في هذه الفضيلة وفقدانها بعد ابتدائها على نوع من تراجع العبد في شيء من التزامه الظاهر أو الباطن، لأن الله تعالى يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ. {الشورى:30} ويقول: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {لأنفال:53}
ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه المنذري، وحسنه العراقي والبوصيري والأرنؤوط.
فالذنوب والمعاصي من أسباب زوال النعم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 56211.
وعلى أية حال، فعليك أن تراجعي نفسك وأن تستغفري ربك، وتستعيني به وتلجئي إليه في تحصيل هذه الفضيلة، وتثابري ولا تستسلمي لهذا الإحباط الذي ذكرته، فإنه من وسوسة الشيطان، وركون النفس إلى الدعة والراحة، وما من شيء له قيمته إلا ويحتاج إلى جهد جهيد في تحصيله.
وقد سبق لنا بيان الطريقة المثالية لحفظ القرآن، وبعض الأمور المساعدة على تثبيته، في الفتويين: 3913 ، 63750.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني