الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء والتضرع إلى الله باستخدام الشعر

السؤال

هل يجوز الدعاء مستخدما الشعر مثل: إلهي لا تعذبني فإني***مقر بالذي قد كان مني..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا البيت لأبي العتاهية فقد ذكر صاحب الأغاني أن آخر شعر قاله أبو العتاهية في مرضه الذي مات فيه:

إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني

فما لي حيلة إلا رجائي لعفوك إن عفوت وحسن ظني

وكم من زلة لي في الخطايا وأنت علي ذو فضل ومن

إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أناملي وقرعت سني

أجن بزهرة الدنيا جنونا وأقطع طول عمري بالتمني

ولو أني صدقت الزهدعنها قلبت لأهلها ظهر المجن

يظن الناس بي خير وإني لشر الناس إن لم تعف عني.

والدعاء بهذا لا حرج فيه لأن الدعاء عموما شعرا كان أو نثرا مشروع، والدعاء من أفضل ما يتقرب به إلى الله، ولا سيما إذا كان بطلب العفو وسؤال الأمن من العذاب.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال. رواه مسلم.

ومن المستحسن كذلك الاعتراف والإقرار بين يدي الله تعالى بارتكاب الخطأ والزلل، وفي هذا يقول الله تعالى إخبارا عن آدم وحواء أنهما قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، وفي الصحيحين عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.

وعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذني فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. رواه البخاري

وقد تضمن شعر الصحابة وسلف هذه الأمة كثيرا من الدعاء والابتهال إلى الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني