الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألقت كلمة بالجامعة فوهبتها مالا فهل يحق لها أخذه

السؤال

أنا أدرس بأوروبا في الجامعة، منذ فترة قامت الجامعة بيوم عالمي للتعريف بالفروع الدراسية (انترنشيونال داي)، وشاركت فيه بإلقاء خطاب مدته عشر دقائق, وتحدثت عن التربص الذي قمت به في إطار دراستي، كما كان لكل فرع دراسي طاولة يضعون عليها أشياء تتعلق بالبلد, فأنا أدرس هنا "اقتصاد الدول العربية" لذلك وضع أصدقائي على طاولتنا أشياء عربية: مثل إبريق شاي عربي, تمر, لوحات بها قرآن تحف مثل هرم مصر, جمل.. وبعد انتهاء ذلك اليوم, قالت لي السيدة التي نظمت هذا اليوم العالمي أن هناك مكافأة قيمتها خمسين يورو لكل من شارك في ذلك اليوم، فقلت لها بأني لم أبذل مجهودا كبيرا ذلك اليوم، فقالت: ليس واجبا أن تقبلي النقود, فقط إذا أردت, وهو عبارة عن تشجيع للطلاب لمساهمتهم. المهم أخذت منها المبلغ (خمسين يورو)أنا لم أسألها من أين هذا المال, هل هو من الجامعة أم من منظمة أخرى، كما أنني لست فقيرة أو محتاجة لهذا المال، فهل يجوز لي أخذ هذا المال والانتفاع به أم علي أن أرجعه لها في حالة عدم الجواز.
سؤالي الثاني: هناك ما يسمي بدراسة السوق (ماركت ريسارش)، في بعض الأحيان يسألون الناس عن رأيهم في منتج معين, أو برامج تلفزونية معينة... والقصد هو أبحاث لمعرفة أذواق المستهلك، وهذا يكون في شكل اسئلة تدوم مدة (نصف ساعة مثلا), وكمكافأة على الوقت الذي وفرته لهم لطرح أسئلتهم, يعطون مالا يتراوح من عشرة إلي خمسة عشر يورو، فهل يجوز أخد هذا المال والانتفاع به، أرجوكم إجابة كل سؤال على حدة وبوضوح؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على السائلة في قبول هذا المال وإن لم تكن فقيرة ولا محتاجة إليه، وليس عليها سؤال الجامعة عن مصدره عملاً بالأصل أن ما في يد الإنسان ملكه، وله أن يتصرف فيه بالتصرفات المشروعة...

وكذلك يجوز لها أخذ المال المدفوع مقابل حبس نفسها ساعة أو نصف ساعة في مصلحة الجهة المنظمة لدراسة السوق، وهذا إذا جعل عقد معاوضة فيشترط فيه العلم بالأجرة والوقت ولو على وجه التقريب، ولكن المعروف أن هذا يتم على وجه المسامحة والغرر فيه يسير فلا مانع منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني