السؤال
أرجو إجابتي على هذا السؤال عن الحديث التالي إن الله يحب أن نتقرب إليه بالمعاصي وأننا لو لم نكن نخطئ لذهب الله بنا وأتى بأناس يخطئون ويتوبون وهناك من الناس من يعتد بهذا الحديث ويبرر لنفسه الخطأ
أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر..
فداء الرفاعي
أرجو إجابتي على هذا السؤال عن الحديث التالي إن الله يحب أن نتقرب إليه بالمعاصي وأننا لو لم نكن نخطئ لذهب الله بنا وأتى بأناس يخطئون ويتوبون وهناك من الناس من يعتد بهذا الحديث ويبرر لنفسه الخطأ
أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر..
فداء الرفاعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعلك تقصدين الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
فإذا كان الأمر كذلك فهذا الحديث كما ترين ليس فيه أن الله تعالى يحب أن يتقرب إليه بالمعاصي، وكيف يكون الأمر كذلك وهو سبحانه القائل: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ {الحجرات: 7}، وكيف يحب الله تعالى التقرب إليه بالمعاصي وهو قد نهى عن فعلها، وتوعد فاعلها بالعذاب، روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وهذا الحديث فيه بيان سعة رحمة الله ومغفرته لذنوب عباده، وهذا المعنى باعث للمسلم على عدم القنوط من رحمة الله تعالى، فإذا أذنب تاب وأناب، ولكن لا يجوز للمسلم أن يغتر بذلك فيتجرأ بسببه على المعصية، فما يدريه أن يعيش بعد الذنب حتى يتوب، فمن الناس من قد تقبض روحه حال فعله الذنب أو بعده قبل التوبة، ولو تاب فما يدريه أن تكون توبته قد قبلت، وعلى هذا فإنه لا ييأس من رحمة الله ولكنه في المقابل لا يأمن مكر الله، ولهذا قال العلماء إنه ينبغي للمسلم في هذه الحياة أن يكون بين الخوف والرجاء، وبذلك يستقيم أمره، ولمزيد الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين: 114548، 35806.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني