الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تندمي على تركك العمل المحرم ولا تلتفتي للمخادعين

السؤال

أرجو إفادتي فإني في حالة نفسية يرثي لها، لقد نجحت في مناظرة صعبة لا ينجح فيها الكثير وكانت الأمور سهلة حتى أني وجدت من أعانني في الإجابة دون أن أعرفه فسجدت شكرا لله لنجاحي، قمت بالاستخارة و لكنني بعد مزاولة العمل عرفت أنه به شبهة وأحسست بضيق نفسي (سفر المرأة / تسجيل القروض الربوية/ الرهن بفائدة/ بيع السجائر) فهو فرع من مصلحة الضرائب (القابضة المالية) فسألت العديد من المشايخ الأغلبية أصروا علي تركه, أما المشايخ من تونس فقد أجازوا ذلك، فتركته خوفا من الشبهة وواجهت أهلي و مررت بمرحلة صعبة لا يعلمها إلا الله سبحانه, فاني يا شيخ متحجبة أتمني لبس النقاب وأحلم بالستر والعفاف وتتبع زوجات النبي الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام، أما بعد: ومع جلوسي في المنزل فقد تعرضت للمصاعب قالوا لي إنها عين وحسد قد أصابني وإنني ضيعت فرصة ثمينة ومنهم من قال إن سلب الرزق بعد العطاء يعد عقابا، والآخر قال كان بإمكانك أن تصبري عامين حتى يتم نقلك إلي بلدك و فرع آخر تابع إلي مصلحة الضرائب (القابضة المالية) أما الآن فقد فا ت الأوان وإن استماعي للشيوخ يدمر حياتك وأنني لو استمعت شيوخ تونس لكان خيرا لأن كل واحد له رأي وأنت التي وقعت في هذا الاختلاف، لم أجد من يفهمني .
فهل هذا صحيح ماذا أفعل؟ أرجو إجابتي بكل وضوح وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بارك الله لك في تركك لهذا العمل المشتمل على عدة محرمات من سفر المرأة بدون محرم وتسجيل القروض الربوية وبيع السجائر، وهذه أمور محرمة لا يحل للمسلم أن يعمل بها، ولا يجوز العمل في ذلك إلا للمضطر الذي لا يجد عملا مباحا ويخشى الهلكة أو المشقة الشديدة، ولا نعلم وجها لجواز مثل هذا إلا لمضطر.

ولا شك أن تركك لهذا العمل هو من توفيق الله عز وجل لك، فلا تلتفتي لقول من قال إن ذلك عين وحسد أو أنك أضعت فرصة ثمينة، أوأن ذلك عقاب أو غير ذلك من الأباطيل، بل لو افترضنا أن هذا العمل مما يختلف العلماء في جوازه لكان الأولى تركه خروجا من الخلاف وبعدا عن الشبهات، وقد ورد عن الحسن بن علي قال حفظت من رسول الله صلى الله وعليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

وما ننصحك به هو الإعراض عن كلام هؤلاء الناس والاستعانة بالله تعالى وكثرة الدعاء، نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى طاعته ويفرج كربك. ويمكنك مراجعة الأدلة على حرمة العمل الذي تركتيه في الفتاوى الآتية أرقامها: 3096 ، 3859، 6448 ، 12632 ، 17461 ، 54429 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني