الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من الظلم رفض الوالدين زواج ابنهما من غير ذات الدين

السؤال

أنا سيدة متدينة وأخاف الله من عائلة عريقة وراقية جدا وزوجي رجل ملتح ومتمسك بدينه أكثر مني ولي ثلاثة أولاد أحدهم يريد الزواج من فتاة غير محجبة من عائلة متواضعة وتسكن في منطقة شعبية جدا جدا زميلته بالدراسة وأنا أرفضها لعدم تدينها أولا ولرغبتي من أن أناسب عائلة متدنية وفي نفس الوقت من وسطي الاجتماعي الراقي وزوجي يرفضها لعدم تدينها فقط وساءت حالة ابني (الذي أحبه جدا وأقرب أولادي إلى قلبي) النفسية، فهل علي إثم بحرمانه ممن يحب مع العلم أنه على استعداد للزواج منها دون أن تدخل بيتي نهائيا ورفضي لأني أريد أن تكون زوجة ابني مثل ابنتي أحبها وأستضيفها بمنزلي والبنت مصرة على محادثتي هاتفيا وكلما زاد إصرارها على مهاتفتي زاد عنادي برفض الزواج لأني أعتبرها ترخص نفسها للزواج من ابني أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أنكم محقون في معارضتكم لزواج ابنكم من تلك الفتاة، لكونها غير ذات دين، فقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ؛ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. رواه البخاري ومسلم.

أما الفارق في الوسط الاجتماعي وحده فليس مبرراً كافياً، فإن المعتبر في الكفاءة بين الزوجين، هو الدين، ولكن ذلك لا يمنع من الحرص على اختيار ذات الدين من الوسط الذي يناسبكم.

والواجب على ابنكم طاعتكم في ذلك، فإنه من الطاعة في المعروف، وليس في إصراركم على رفض زواجه من هذه الفتاة ظلم له، أو تعنت معه، ولا إثم عليكم في ذلك، بل ذلك من واجب النصح له، والشفقة عليه، فإن من سعادة المرء في الدنيا والآخرة اختيار الزوجة ذات الدين.

فعليكم بنصح هذا الابن وتذكيره بما أوجب الله عليه من طاعة والديه، وتخويفه من عاقبة عقوقه لكما واتباع هواه، وعليكم توجيهه لما يقربه من ربه، من حضور مجالس العلم والذكر، والحرص على الرفقة الصالحة، وأعظم ما يعينكم على ذلك الدعاء له بالهداية، لا سيما في الأوقات التي ترجى فيها الإجابة، كوقت السحر، فإن دعوة الوالدين لولدهما من الدعوات التي لا ترد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجة وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني