السؤال
عائلة زوجتي وخاصة والدها وخالتها حاسدون بشكل غير طبيعي لا يمكن أن نراهم أو يرونا إلا وتحدث لنا مصيبة وطريقتهم معنا في الكلام واضحة أنهم يتمنون الشر لنا وخاصة والدها الذي من المفترض أن يكون سعيدا لسعادة ابنته لكن الحقيقة غير ذلك وكنت دائما أكذب نفسي وأقول ربما أكون مخطئا ولكن دائما يثبت العكس فهو فعلا إنسان يغار ويسعد عندما يحدث لنا مكروه فهل يجوز لي أمنع زوجتي عنهم وأن لا أخالطهم وهم أناس بلا كرامة حيث لا يبتعدون عني إلا إذا تشاجرت معهم وغير ذلك رغم أني أعاملهم معاملة سيئة إلا أنهم لا يكترثون فهل يجوز لي أن أتشاجر معهم حتى يتسنى لي مقاطعتهم ودفع أذاهم عني والله يعلم أن أذاهم وحسدهم شديد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أن الله عز وجل ما أنزل من داء إلا وجعل له دواء, ولا شك أن العين حق, وأن الحسد ثابت لا مراء فيه, فقد قال رسول الله فيما رواه البيهقي وغيره وصححه الألباني: استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق. وفي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله قال: العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا. لكن الشرع الحنيف قد دلنا على الدواء والوقاية من هذه الآفة، وأصل ذلك وأساسه التوكل على الله سبحانه والمداومة على ذكره، وخصوصا الأذكار التي تدفع العين وشرورها كآية الكرسي والمعوذتين وغير ذلك, وقد سبق الكلام عن ذلك بالتفصيل في الفتويين رقم: 10727، 24972.
وأما بالنسبة لما سألت عنه.. فلا ينبغي لك أن تلجأ إلى مقاطعة أهل زوجتك، كما لا يجوز أن تأمرها بمقاطعتهم، فكيف تأمر زوجتك بذلك وأنت تعلم ما للوالد من الحقوق على ولده وأنه لا تجوز مقاطعته بحال؟ والواجب عليك أيها السائل أن تكون عونا لزوجتك على القيام بأوامر الله ومنها بل ومن آكدها بر الوالدين وصلة الأرحام.
وأيضا فإن هؤلاء القوم هم أصهارك والشرع قد جعل للأصهار حقوقا زائدة على الحقوق العامة بين المسلمين, وقد أمرالنبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى من ربطته بهم مصاهرة فقال فيما رواه مسلم وغيره: إنكم ستفتحون أرض مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما. أو قال: ذمة وصهراً. فدل هذا على أن الإحسان إلى الأصهار مطلوب.
ونحن ندلك على بعض الأمور التي تساعدك في التعامل معهم: أولا: حاول استصلاحهم ما استطعت, وذلك بدعوتهم إلى الله سبحانه، ويمكن ذلك عن طريق بذل بعض الكتب أو الشرائط الدينية أو تسليط بعض أهل العلم والخير عليهم ليبينوا لهم خطأ ما يفعلون.
ثانيا: اجعل علاقتك بهم محدودة بالقدر الذي يحقق البر والصلة من جهة، ويقطع عنك أذاهم وحسدهم من جهة أخرى.
ثالثا: لا تظهر لهم ما أنعم الله به عليك من نعمه فإن ذلك يزيد حسدهم وحقدهم، وإذا كان الحاسد يحسد على الرؤيا المنامية كما قال الله حكاية عن نبيه يعقوب قَالَ: يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ {يوسف:5} فما ظنك بالواقع؟
رابعا: احرص قبل دخولكم عليهم أو دخولهم عليكم أن تحصنوا أنفسكم جميعا بالرقية الشرعية وقول "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، فإن فعلت ذلك فستكفى إن شاء الله، ولن يضرك - بإذن الله - حسد حاسد ولا عين عائن.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75312، 7151، والله أعلم.