السؤال
عندي بقع سود منتشرة في وجهي وجسمي مثل الحساسية الدكتورة نصحتني أن استخدم الدواء مرتين في اليوم، في بعض الأوقات أحس أن للدواء رائحة قوية عندما أضعه وفي بعض الأوقات أحس بطعم الدواء لا أعرف أهو بسبب الرائحة أم أني موسوسة، في ظهر 29 من رمضان عندما وضعت الدواء على وجهي وهو سائل يجف بسرعة على الوجه أحسست بطعم أو رائحة الدواء لا أعرف هل هو طعم الدواء أم رائحة الدواء أم هو وسواس وبسرعة بصقت دون أن أبلع ريقي، ولكن من ذلك اليوم وأنا في شك هل يجب أن أعيد يوم 29 رمضان أم أنه وسواس، مع العلم يا شيخ أني أعرضت عن هذه الوساوس حيث إني أحاول منذ فترة ولله الحمد ألا ألتفت لوساوس الشيطان لذلك شرعت في صيام ست شوال دون أن أعيد ذلك اليوم، وهل تقبل صيامي الست من شوال إذاً نصحتموني بإعادة يوم 29 من رمضان، فأرجو منكم الرد؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الطعم الذي تجدينه في حلقك أو الريح الذي تشعرين به في جوفك يُحتملُ جداً أن يكون وسوسة، ويُحتمل كذلك أن يكون حقيقة واقعة، فإن ذلك معروف عند كثير من الناس بالتجربة، وعلى كلا التقديرين فصيامك صحيح ولا قضاء عليك.. إذ لا نص من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس جلي يدلُ على أن من دهن جلده بدهن فوجد طعمه أو ريحه أفطر، وليس هو في معنى المنصوص عليه حتى يكون مفطراً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (حقيقة الصيام ص 51) في كلامه على الفطر بالكحل: فلو كان هذا مما يفطر لبينه النبي صلى الله عليه وسلم كما بين الإفطار بغيره، فلما لم يبين ذلك علم أنه من جنس الطيب والبخور والدهن، والبخور قد يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ وينعقد أجساماً، والدهن يشربه البدن ويدخل إلى داخله ويتقوى به الإنسان وكذلك يتقوى بالطيب قوة جيدة، فلما لم ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطيبه وتبخره وادهانه وكذلك اكتحاله.
وقد صرح كثير من الفقهاء بأن الصائم إذا وجد طعم الدواء دون تناوله وأكله فإنه لا يضر، قال في رد المحتار: قوله (كطعم أدوية) أي: لو دق دواء فوجد طعمه في حلقه، وقال: طعم الأدوية وريح العطر إذا وجد في حلقه لم يفطر. وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة كذلك.
والله أعلم.