الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء لا يخلو من محاذير

السؤال

هناك قول يشغلني حيث إني أشعر أنه من الاستغاثة وهو ورد في نشيد في حب آل البيت رضوان الله عليهم..حيث يقول المنشد:-
أخي الحبيب اقصد البحر وخلي القنوات
اللهم إني أحببت آل بيت نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم أصدق الحب وأعمقه
فهبني يوم الفزع الأكبر لأيٍّ منهم
فإنك تعلم أني ما أحببتهم إلا فيك.....
ويوم الفزع الأكبر شفعينا هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
فما حكم الشرع في هذه الأبيات التي ذكرناها وهل تخالف حديث الشفاعة الوارد في البخاري حديث: "إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكلام المشار إليه ليس فيه استغاثة فيما نرى، ولا يخالف حديث الشفاعة العظمى للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لا يخلو من محاذير شرعية منها التنقص واللمز لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: اقصد البحر وخل القنوات.

وهذا يعني أن غير آل البيت كالقنوات التي يقل فيها الماء بالنسبة للبحر.

ولا شك أن هذا تنقص للصحابة الذين فيهم من هو أفضل البشر بعد الأنبياء كأبي بكر وعمر، وكذا من المحاذير أيضا التشبه بأهل البدع والغلو في أهل البيت وذلك في وقوله: هبني لأحد منهم، وقد رغبنا ربنا في كتابه في دعائه وطلب المغفرة منه مباشرة من غير طلب الشفاعة من أحد.

قال تعالى: الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {آل عمران:16}

وقال تعالى في أولي الألباب أنهم يقولون: رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَار. {آل عمران:193}

وقال تعالى: إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {المؤمنون:109}

ولم يجئ في القران قط ربنا هب لفلان أو فلان.

وقد أخبرنا الله في كتابه أن الشافعين لا يشعفون إلا لمن رضي الله عنه كما قال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ {الأنبياء:28}

فمن ابتدع في دين الله وأشرك بالله فلن ينفعه فلان ولا فلانة ولو كان من أهل البيت وقد قال الله عن أناس: فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ {المدثر:48}

وانظر الفتوى رقم:32246، والفتوى رقم: 34463 وما فيهما حول أنواع الشفاعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني