السؤال
هل المعلومات التالية عن ألوان وأسماء السماوات السبع صحيح أم فيه أي خطأ، اسم السماء الدنيا الأولى (رقيع، وهي من دخان)، اسم السماء الثانية (قيدوم، وهي على لون النحاس)، واسم السماء الثالثة (الماروم، وهي على لون النور)، واسم السماء الرابعة (أرفلون، وهي على لون الفضة)، واسم السماء الخامسة (هيفوف، وهي على لون الذهب)، واسم السماء السادسه (عروس، وهي ياقوتة خضراء)، واسم السماء السابعة (عجماء، وهي درة بيضاء)؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نعلم لهذه الأوصاف إسناداً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه رضي الله عنهم، وقد روى أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق عبد المنعم عن أبيه عن وهب عن أبي عثمان النهدي، قال: قلنا لسلمان رضي الله عنه: حدثنا عما فوقنا من خلق السماوات وما فيهن من العجائب. فقال سلمان رضي الله عنه: نعم، خلق الله عز وجل السماوات السبع، وسماهن بأسمائهن، وأسكن كل سماء صنفاً من الملائكة يعبدونه، وأوحى في كل سماء أمرها، فسمى سماء الدنيا رقيعاً، فقال لها: كوني زمردة خضراء فكانت، وسمى السماء الثانية أرقلون وقال لها: كوني فضة بيضاء فكانت، وجعل فيها ملائكة قياماً مذ خلقهم الله عز وجل، وسمى السماء الثالثة قيدوم وقال لها: كوني ياقوته حمراء فكانت، ثم طبقها ملائكة ركوعاً، لا تختلف مناكبهم صفوفاً، قد لصق هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء طبقاً واحداً، لو قطرت عليهم قطرة من ماء ما تجد منفذاً، وسمى السماء الرابعة ماعوناً وقال لها: كوني درة بيضاء فكانت، ثم طبقها ملائكة سجوداً على مثال الملائكة الركوع، وسمى السماء الخامسة ريعاً وقال لها: كوني ذهبة حمراء فكانت، ثم طبقها ملائكة بطحهم على بطونهم ووجوههم وأرجلهم في أقصى السماء من مؤخرها، ورؤوسهم في أدنى السماء من مقدمها، وهم البكاءون يبكون من مخافة الله عز وجل، فسماهم الملائكة النواحين، وسمى السماء السادسة دفتا وقال لها: كوني ياقوتة صفراء فكانت، ثم طبقها ملائكة سجوداً ترعد مفاصلهم وتهتز روؤسهم لهم أصوات عالية، يسبحون الله تعالى بها ويقدسونه لو قاموا على أرجلهم لنفذت أرجلهم تخوم الأرض السابعة السفلى، ولبلغت رؤوسهم السماء السابعة العليا، سيقومون على أرجلهم يوم القيامة بين يدي رب العالمين تبارك وتعالى، وسمى السماء السابعة العليا عريباً وقال لها: كوني نوراً فكانت نوراً على نور يتلألأ.. فذكر الحديث.
وهذا إسناد تألف موضوع عبد المنعم هو ابن إدريس اليماني، وهو قصاص ليس يعتمد عليه، تركه غير واحد وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه. وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره، وكذبه ابن معين، كما في اللسان وأبوه إدريس بن سنان أبو إلياس الصنعاني، ابن بنت وهب بن منبه: ضعيف، كما في التقريب ولذلك عزاه السيوطي في كتاب (أسرار الكون) لأبي الشيخ بسنده واه. انتهى... وقد سبق ذكر هذه الأوصاف في الفتوى رقم: 68046.
وقال السيوطي في الدر المنثور: أخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس قال: السماء الدنيا موج مكفوف، والثانية مرمرة بيضاء، والثالثة حديد، والرابعة نحاس، والخامسة فضة، والسادسة ذهب، والسابعة ياقوته حمراء، وما فوق ذلك صحارى من نور، ولا يعلم ما فوق ذلك إلا الله. والربيع بن أنس البكري من صغار التابعين، صدوق له أوهام، ورمي بالتشيع، والراوي عنه أبو جعفر الرازي، صدوق سيء الحفظ خصوصاً عن مغيرة كما في التقريب.
وأورده الدكتور محمد أبو شهبة في كتاب (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) وذكر كلام الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط هكذا موقوفاً على الربيع، وفيه أبو جعفر الرازي، وثقة أبو حاتم وغيره، وضعفه النسائي وغيره. انتهى.
هذا ولتعلم أن الله لم يكلفك بمعرفة ما سألت عنه فأشغل نفسك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.