الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجته تسيئ إليه فهل يلجأ للتعدد

السؤال

أنا شاب عمري 39 سنة، متدين وملتزم والحمد لله ومتزوج منذ عشر سنوات، ومنذ اليوم الأول لزواجي أدركت أنني لن أكون سعيدا في زواجي وأن زوجتي لن تستطيع أن تمنحني السعادة الحسية التي يتمناها كل شاب في بداية زواجه وذلك لافتقارها إلى المقومات النفسية والجسمانية التي توفر للزوج هذه السعادة,
وحينئذ قلت في نفسي إن هذا هو نصيبي وقدري واحتسبت الأجر عند الله وقلت إن عزائي أنها متدينة ومن بيت طيب وبسيطة ومطيعة وتحبني كثيرا، ولكن سرعان ما تبددت هذه الصفات واحدة تلو الأخرى فبدأت من ثاني سنة في إثارة المشاكل معي ومع أهلي بدون أسباب وبدأت تظهر عليها صفات أخرى من سوء الظن بالآخرين وإفشاء أسرار بيتنا لأهلها وسرعة الغضب لأي سبب وافتعال المشاكل مع الأهل والجيران حتى إنها تسببت لي في مشكلة كبيرة بالعمل بسبب طيشها وسوء ظنها لولا ستر الله.
واستمرت على هذه الحال حتى الآن ولا تستجيب لمصلح من أهلي ولا تجد ناصحا من أهلها وإن وجدت فلا تستجيب لنصحه وإن استجابت فلا تمر بضعة أيام أو أسابيع حتى تعود معاملتها لي أسوأ مما كانت ، وزادت حدة الخلافات والشجار بيننا حتى أنني اضطررت مرات لضربها بدون فائدة لدرجة أنني كنت أسمع دعاءها علي بالليل.
فكان نتيجة ذلك أن زهدت نفسي فيها وبدأت العلاقة بيننا تفتر وتجف حتى لم أجد في نفسي رغبة فيها وأصبحت أقضى أوقاتا طويلة في العمل، وما يؤرقني الآن أنني لا أرغب في الانفصال عنها حرصا على الأولاد، وفي نفس الوقت أجد في نفسي رغبة شديدة للنساء وأجد عيني وقلبي يهفوان رغما عنى لأي امرأة جميلة أراها بالعمل أو بالطريق حتى أنني أحيانا كثيرة أخاف على نفسي من الوقوع في الخطأ بعد هذه السن، وأحيانا أخرى أدعو الله أن يميت في قلبي هذه الرغبة تماما فلا أجد في نفسي ميلا لها ولا لغيرها، ولكن ما أن تقع عيني على امرأة ولو بالمصادفة حتى تتأجج الشهوة بداخلي مرة أخرى وأزداد غضبا وسخطا على زوجتي التي أوصلتني إلى هذه الحال.
فهل إذا فكرت في الزواج مرة أخرى أكون قد ظلمتها أو ظلمت أولادي الذين أحبهم كثيرا ولا أستطيع التفريط فيهم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد شرع الله عز وجل تعدد الزوجات ولو لم يكن الزوج يعيب شيئا على زوجته فقال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ {النساء3 }

وفي التعدد حكم كثيرة، يمكن أن نلخص بعضها فيما يلي:

(1) إعفاف للنساء، لأنه من المعلوم أنهن أكثر من الرجال لتعرض الرجال للأخطار ومنازلة الأعداء، كما أن الإحصائيات تثبت أن عددهم أكثر من الرجال.

(2) فيه تكثير للنسل، ولا شك أن الرجل إذا جامع أكثر من امرأة كان ذلك أوعى لكثرة النسل.

(3) فيه صيانة للمجتمع من الرذيلة من جهة الرجال، ومن جهة النساء.

(4) فيه مخالفة للنصارى وغيرهم ممن يرون عدم جواز التعدد.

وغير ذلك من الفوائد،

وقد جعل الإسلام شروطاًًَ للتعدد فمن ذلك:

(1) ألا يزيد الجمع عن أربع نسوة.

(2) ألا يجمع بين من يحرم الجمع بينهن كالبنت وعمتها أو خالتها.

(3) أن يعدل بين الزوجات، وذلك في المبيت والنفقة.

وعلى هذا يا أخي الكريم فإن زواجك من الثانية جائز لك، لا ظلم فيه على الزوجة إذا تحققت شروط العدل، بل قد يجب إن خشيت من الوقوع في الفاحشة إن لم تعدد.

ونوصيك بأن تسعى في إصلاح زوجتك الحالية، وتحتسب الأجر في ذلك عند الله، وراجع الفتوى رقم: 2589، ولا يشترط أن تعلم الأولى بزواجك من الثانية.

أسأل الله الهداية للجميع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني