السؤال
أنا شاب عمري 25 سنة من 10 سنوات وأنا أحاول الحصول على مال حلال وكنت أظن أني من عباد الله الذي لو أقسم على الله لأبره لأني سمعت حديثا فيما معناه رب عبد أشعث أغبر، الناس يطردونه لو أقسم على الله لأبره، أو كما قال. أنا في نيتي باختصار أن أعيش في سبيل الله وأموت في سبيل الله لكن لم تتيسر لي الأسباب، مثلا الحصول على صحبة صالحة حتى ولو صديقا واحدا أو الحصول على أموال حلال أو النجاح في الحياة ..... لم يتيسر بل إلى الآن أشتغل في تجارة محرمة حتى قريب إني يئست خصوصا بعد ما سمعت من أحد المشايخ أنه قال إذا عرفت أن تعرف عند الله مقامك فانظر أين أقامك، أعترف بأني مقصر جدا ولكن كثير من الأشياء ضدي ولم أجد من يعينني على الخير وخصوصا الناس ينفرون من حولي ولا يتحدثون معي والله وحده يعلم بالنية وخصوصا أن أموالي حرام ماذا أفعل بصراحة كنت معتمدا على الله أن يستجيب دعائي ويفرج عني لكن الوضع ازداد سواء والله طيب لا يقبل إلا طيبا ويجب أن يكون طعامي وشرابي ولباسي حلالا كي يستجيب الله دعائي، بصراحة أنا شبه يائس تقريبا إلا من رحمة الله التي وسعت كل شيء. أرجو التوجيه والإرشاد ولا تنسوني من صالح دعائكم بأن يستجيب الله دعائي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أولاً أخي الكريم عليك أن تتوب إلى الله عز وجل من العمل الحرام، وتقلع عن هذه التجارة المحرمة، وتعزم على ألا تعود لها، وتتخلص من هذا المال المحرم ، وطريق التخلص منه يكون بصرفه في المصالح العامة للمسلمين كرصف الطرق أو بناء المدارس والمساجد أو الفقراء والمساكين، ونحو ذلك وراجع الفتوى رقم: 3519.
ــ وينبغي عليك أن لا تتردد لحظة في التخلص من هذا المال المحرم ، فيكفي هذا المال أنه يحول بين المرء وبين أن يستجيب الله دعواته كما تعلم أنت .
ـــ وثق تماما في الله عز وجل فقد قال الله: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. {الطلاق: 2}.
وقال صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وصححه الألباني ، فثق تماماً أن الله سيبدلك ما هو خير من هذا المال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي ، أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه الحاكم وصححه الألباني .
ـــ وأما كونك لا تجد أحدا من أصدقائك يعينك ، فاستعن بالله أولاً ولا تعجز ، وعليك بالدعاء بأن ييسر لك الله عز وجل الصديق الذي يكون سببا في العمل الحلال ، وعليك بالصدق مع الله فاصدق الله يصدقك . وخذ بما تيسر لك من الأسباب فحاول البحث عن عمل. واحذر كل الحذر من القنوط من رحمة الله.
ـــ ونسأل الله عز وجل أن يتوب علينا وعليك وعلى جميع المسلمين ويرزقك الرزق الحلال ويبارك لك فيه ، اللهم آمين.
والله أعلم.